هي صفة ثابتة لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته، لها كيفية لا نعلمها فنوفض كيفيتها إلى الله تعالى، ونبثتها على الحقيقة ولا نقول هي صفة مجازية ولا نؤولها مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه.
وتفصيل ذلك:
غضب الله صفة من صفات الله ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
قال الله تعالى " كلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى" [طه: 81].
وقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ [الممتحنة: 13].
وجاء في الحديث القدسي (إنَّ رحمتي غلبت غضبي)
وفي حديث الشفاعة الطويل الصحيح يقول كل نبي (إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله).
قال الطحاوي في عقيدته المشهورة (والله يغضب ويرضى لا كأحدٍ من الورى).
قال الشارح ابن أبي العز الحنفي: (ومذهب السلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب والرضا والعداوة والولاية والحب والبغض ونحو ذلك من الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة)
وهذه الصفة هي صفة فعلية لله تعالى نثبتها له سبحانه كما يليق بجلاله وعظمته:
- فلا نكيفها: يعني لا نعلم كيفيتها حقيقة لأن معرفة الكيف فرع عن معرفة الذات، ونحن لا نعلم ذات الله ولا نحيط به علماً فكيف سنعرف كيفية صفاته.
- ولا نشبهها: يعني لا نقول إن غضبه كغضب البشر بل ننفي مشابهته لخلقه سبحانه وتعالى في أي شيء، فكما أن ذاته لا تشبه ذواتهم فصفاته لا تشبه ضفاتهم، بل نقول إن صفاته كما تليق بعظمته وألوهيته.
فلا نقول أن غضب الله ينشأ من جريان الدم في العروق وغليانه كما هو عند البشر حاشاه سبحانه عن ذلك.
- ولا نعطل: يعني لا ننفي الصفة وننكرها ولا يجوز لنا ذلك بعد ثبوتها بالنصوص الشرعية الثابتة والصحيحة، فالله أعلم بنفسه ورسول الله أصدق مما يقول القائلون والخائضون.
ولا نقول ننكرها حتى لا نشبه الله بخلقه، لأننا عندما نثبت الصفة نثبتها كما يليق بالله تعالى لا كما يليق بضعف البشر.
- ولا نؤول ولا نحرف: فنقول أن الغضب هو إرادة العذاب أو العقاب، بل العذاب والعقاب أثر من آثار غضب الله تعالى.
كما قال تعالى عن فرعون وقومه ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين)، فجعل سبحانه انتقامه منهم وعقابه لهم بالغرق مترتب على غضبه عليهم وهو معنى ( آسفونا).
قال ابن القيم رحمه الله ( والعذاب إنما ينشأ من صفة غضبه، وما سُعِّرت النار إلا بغضبه)
وما سبق هي قاعدة أهل السنة والجماعة في كل صفات الله تعالى كما قال تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت الصفات ونفى المثلية.
والله أعلم