إن أسباب حدوث ذلك كثيرة ومتنوعة وسأقوم بذكرها تالياً أما بالنسبة للعمر الذي يقوم الأطفال به بالمشي هو من 11-15 شهر، ولكن بسبب الاختلافات في النمو والتطور من طفل إلى آخر يمكن القول إن الأطفال الذي يقومون بالمشي خلال 18 شهراً طبيعيين، أما أكثر من ذلك فهو أمر غير طبيعي ويتوجب الذهاب لطبيب الأطفال للقيام بالفحوصات اللازمة للتأكد من السبب، كما يمكن الاستدلال على أن الطفل طبيعي من خلال القيام بالأمور الأخرى التي يجب أن يقوم بها في سنة مثل المشي مرتكزاً على الأثاث أو الإسناد بحلول الشهر العاشر فأكثر وهكذا، أما بالنسبة للأمور التي يمكن أن تسبب تأخر المشي فهي التالية:
قد يكون ذلك الأمر وراثياً بالغالب حيث تكون باقي الأمور الخاصة بالنمو مثل التواصل الاجتماعي واللغة، والحركات الدقيقة والتواصل وغيرها سليمة تماماً وحتى الحركات سليمة، ولكن التأخير فقط في جانب المشي وبالغالب يكون ذلك بسبب ضعف طبيعي بعضلات القدم وسيتم التغلب عليه مع الوقت، ويصل الطبيب لهذا الاستنتاج بعد القيام بفحص الطفل.
وقد يكون سبب عدم المشي تأخر النمو من جميع نواحيه، حيث تكون مهارات الطفل للتعلم واللغة والتواصل والحركة وغيرها جميعها متأثرة، إما بسبب نقص التغذية أو مرضٍ آخر.
- الأمراض التي تؤثر على العضلات ونموها وقوتها.
قد تؤدي بعض الأمراض إلى ضعف القوة العضلية مثل مرض الشلل الدماغي الذي يحدث نتيجةً لإصابة الدماغ عند الولادة أو قبلها أو بعدها، وفي كثير من الأحيان لا يتم تشخيص المرض إلا بعد مرور فترة من الزمن على الولادة، وقد تكون صعوبة أو عدم القدرة على المشي أولى الأعراض التي تدل عليه، كما يمكن أن تؤدي الأمراض ذات الخلل الكروموسومي مثل متلازمة داون Down's syndrome، ومتلازمة برادر -ويلي Prader-Willi syndrome، ومرض تاي ساك Tay-Sachs disease، وغيرها الكثير من تأخر النمو، فأذكر أني رأيت أيام الدراسة بالجامعة أحد الأطفال المصاب بمتلازمة داون، لم يستطع المشي حتى عمر السنتين.
كما أنه توجد مجموعة من الأمراض التي تسبب اعتلالات العضلات والتي لا تظهر إلا بعد مدة من الزمن، حيث يكون الطفل طبيعياً بالبداية ومن ثم يبدأ بالانتكاس وتؤدي للموت بالنهاية، وتكون أولى الأعراض هي عدم القدرة على المشي أو التأخر بالقيام بذلك، مثل اعتلال دوشين العضلي Duchenne muscular dystrophy (DMD، واعتلال بيكر العضلي Becker's muscular dystrophy، وغيرها الكثير، حيث إن التكوين والبناء العضلي العصبي للأنسجة العضلية يكون معيوباً مما يسبب ضعف العضلات وضمورها.
كما يمكن أن تسبب بعض الأمراض الأخرى مثل التوحد التأخر بالمشي والقيام بالمهمات اليومية، وقد تكون من الأولى الأمور التي يمكن أن تظهر على الطفل.
- التعرض للإصابات من البيئة المحيطة
وتشمل هذه الفئة تعرض الطفل للإصابة من أي عامل خارجي يمكن أن يقوم بالتأثير على الجهاز العصبي مثل، تعرض الطفل للسموم في الرحم مثل الإفراط بتناول الكحول أو المخدرات، أو إصابة الطفل بالعدوى أثناء حمل الأم به، أو إصابته بالعدوى بعد الولادة مثل التهاب السحياي والتهاب الدماغ، الناجم عن الإصابة بالعدوى الجرثومية بكل أنواعها (بكتيرية، فيروسية، فطرية،...)، كما قد يكون السبب تعرض الطفل للإصابة بالرأس بصورة طبيعية أو بسبب العنف الأسري أو الإهمال.
كما قد يكون السبب سوء التغذية أو نقص بعض الفيتامينات المهمة مثل الفيتامين D، الذي يسبب مرض الكساح Rickets، وفي بعض الدراسات تم اقتراح السمنة وخلع الولادة كأحد الأسباب المؤدية له ولكن لم يتم إثبات ذلك الأمر.
وقد يكون السبب بقاء الطفل بالسرير أو المهد الخاص به دون حراك لفترات طويلة، وعدم توفير البيئة الحركية التي يمكنه من خلالها تطوير القدرة على المشي وغيرها من الحركات في سنة.
وبالنهاية أود النصح بأهمية استشارة الطفل الذي يقوم بمتابعة طفلك، فسوف يقوم بفحص القدرات التي توصل لها بالاعتماد على سنه، والتأكد من استثناء أي أمراض وراثية أو كروموسومية، أو أي مسبب محتمل من المسببات التي تم ذكرها بالأعلى، والقيام بالعلاج إن أمكن ذلك، كما يمكنك القراءة عن كيفية علاج ذلك من خلال النقر على الرابط التالي: كيف
يمكن علاج تأخر المشي والكلام عند الأطفال؟ويمكنك القراءة عن الأمور الأخرى التي تتعلق بنمو الطفل أو تأخر النمو الخاص به من خلال القيام بالنقر على أي من الأسئلة التالية:
المصادر المرجعية المستخدمة: