لماذا تنجذب لقراءة القصص القصيرة؟

2 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٠٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قد تكون مميزات القصة القصيرة سببًا في الانجذاب إليها، ومن أهم هذه المميزات:

1. أنها تحتاج مدة انتباه وتركيز أقل من الروايات، وتأخذ وقتًا قصيرًا في إتمامها: القراءة بشكل عام تحتاج كثيرًا من الانتباه والتركيز. والإنسان الطبيعي تمتد مدة انتباهه من 10 إلى 20 دقيقة في الغالب للبالغين والمراهقين. وفي القصة القصيرة نجد أن من يقرأ لا يحتاج لإعادة تركيز انتباهه بعد مضي هذه المدة؛ إذ إنه قد يكون انتهى من قراءة القصة، أو أنه قد يعيد الانتباه مرة واحدة فقط؛ إذ لا تتجاوز مدة القراءة غالبا الساعة في أبعد حدّ ممكن، فهي تحتاج لوقت قصير نسبيًا في إتمامها، ويمكن أن تُقرأ في أوقات الفراغ المختلفة.

2. تعالج فكرة واحدة ولا تتشعب: القصة القصيرة بخلاف الروايات والكتب، تعالج فكرة واحدة، وتصب اهتمامها عليها؛ مما يعني أن يكون التركيز بمستواه الطبيعي والعادي، وهذا الأمر يعني قدره قراءة القصص القصيرة خلال الاستراحات، وبوجود أقل قدر ممكن من المنبهات، فهي لا تحتاج لتخصيص أوقات معينة في اليوم، أو تهيئة بيئة صارمة من حيث الهدوء وضبط المشتتات، وغالبا ما تعالج الموضوع أو الفكرة بطريقة بسيطة، فلا تتشعب وتتعمق. وهذه الميزة جاذبة بشكل كبير ،وتجعل القارئ في أعمار مختلفة مقبلًا عليها.

3. تتضمن عدد شخصيات أقل من الروايات: القصة القصية محدودة الشخصيات، ولا مجال فيها لعدد كبير، وهذه الميزة جيدة وتجذب القارئ؛ إذ يرى نفسه متتبعًا لشخصية محددة، ويكوِّن عنها الانطباع والفكرة والتوجه، ويعيش معها التجربة، فهي من خلال محدودية شخصياتها، تسمح للقارئ أن ينتقل ليعيش التجربة عن طريق الخيال؛ مما يلبي الشعور بالسعادة والمتعة.

4. تلبي احتياجات المبتدئين في القراءة: القصة القصيرة تعد المفتاح الأول لمن أراد التدريب وامتلاك مهارة القراءة، وتحقق الجذب لهؤلاء لأنها:

  • تعطي تأكيدًا بإنهاء القراءة: غالبا يبتعد الأشخاص عن القراءة لعدم توافر الوقت أو المهارة لإتمام القراءة، فتجد أنهم يبدؤون في قراءة كتاب أو رواية ومن ثم يتوقفون عن ذلك. هذا الأمر في القصة القصيرة غير موجود، ومن يبدأ في قراءتها سيجد نفسه منهيًا لها في دقائق قليلة لا تتجاوز الساعة، وفي حالات قليلة قد تحتاج إلى ساعتين، لكن ليس أكثر.
  • الشعور بالتعزيز: قراءة القصة القصيرة وإنهاؤها سبب في الشعور بالقدرة والإنجاز، وهذه المشاعر سبب في أن تتعزز القراءة من جديد، وتجعل القصة القصيرة موضوع جذب، فمن يبدأ في قراءة القصص القصيرة وينهي قراءتها، سيجد نفسه بعد مدة مدمنًا على هذا السلوك. ولأن القراءة في جزء منها لها أثر ثقافي، نجد تعزيزًا ذاتيًا  ناتجًا عن إنجاز القراءة، بالإضافة إلى التعزيز الثقافي المجتمعي الناتج عن اكتساب خبرة أو تجربة من القصة، ما يعزز الانجذاب ويظهره بطريقة أكبر.
  • توافر تجارب حقيقية لتحديد الميول: القصة القصيرة توفر للمبتدئ فرصة أن يحدد ميوله واتجاهاته، فنجده راضيًا  في بعض القصص وغير راضٍ في بعضها الآخر، وهنا يمكن القول إن الشخص بدأ في تحديد ميوله وشخصيته في القراءة، فينجذب لهذه القصص التي تحدد الميول، وتظهر الشخصية بوقت قصير نسبي.
5. تلبي الحاجات النفسية بشكل سريع: القصص القصيرة وسيلة يمكن من خلالها الانسلاخ عن الواقع وعن الشعور بالتوتر والقلق؛ بما فيها من طابع قصير وفكرة واضحة، فنجدها تلبي الحاجة النفسية بالشعور بالأمن أو الحب أو الدعم، وهي في الوقت نفسه،  لا تستنزف ما لدى الإنسان من قدرات عقلية، فتحافظ على الصحة النفسية بطريقة متوازنة.

6. أنها سبب في الانعزال المؤقت عن الواقع التكنولوجي: القصص القصيرة وسيلة يمكن من خلالها التخلص من صخب الحياة الحالي، فهي وسيلة للشعور بالأمن النفسي ضمن دوامة التكنولوجيا والحياة المتسارعة، فهي سبب في الانعزال الصحي المؤقت مدة بسيطة ومسموح بها بشكل لا يؤثر في التفاعل الاجتماعي والصحة النفسية والعاطفية والعقلية.

7. سبب في الحفاظ على عادة القراءة: المحب للقراءة، سيجد في بعض الأحيان أنه بحاجة لبعض الوقت الذي يستريح فيه من التركيز والانتباه العميق الذي يكون في الكتب الكبيرة والموسوعات والروايات، وهنا يجد في القصص القصيرة وسيلة لإراحة العقل قليلا؛ ولكن في الوقت نفسه هو يحافظ على عادة القراءة فلا يفقد مهارة الاستمتاع، والشغف. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
     لربما أصبحت القصص القصيرة هي النوع الذي يناسب هذا العصر بشدة، لا لشيء سوى أنها "قصيرة". إضافة إلى بضع مميزاتٍ أخرى، فقد تمكنت من جذب الكثير من القرّاء الذين استعاضوا بها عن الروايات والمسرحيات الطويلة.

     إحدى ميزات هذه القصص وأكثرها أهمية كما أسلفنا، هي أنها لا تأخذ وقتًا طويلًا في عصر الإنشغال خاصتنا، إذ تكفي ساعات قليلة -إن لم تكن أقل- حتى تنتهي منها. فمشكلة أننا لا نملك الوقت استطاعت أن تحلها هذه القصص. إذ يلجأ إليها أصحاب الوظائف التي تستلزم وقتًا طويلًا كنهارٍ كامل، فيكسرون سياق هذا التعب والإنشغال بقصة قصيرة ممتعة، يقولون بعدها: "لقد قرأت كتابًا!!".

     إن القصص القصيرة أيضًا هي الخيار الأمثل لأولئك الذين يشعرون بالملل سريعًا. تراهم يحاولون قراءة الأعمال الأدبية لكنهم لا يستطيعون إنهاءها فيصيبهم الإحباط. لذا تجدهم يشعرون بسعادة كبيرة لدى قراءتهم لهذه القصص بسبب قدرتهم على إنهاءها.

     إلى جانب هذه السعادة التي تعتري القرّاء، فإنها أيضًا يمكنها أن تكون حافزًا يشجع على قراءة المزيد، أو تجربة أنواع قصص أخرى، أو حتى يمكنها أن تكون "عيّنات" قراءة لمؤلفين جدد حتى نستطيع تحديد ما إن أردنا أن نستمر بالقراءة لهذا الكاتب مثلًا.

     أما بالنسبة للقرّاء المنتظمين، فإن القصص القصيرة يمكنها أن تكون وسيلة للمحافظة على القراءة اليومية. وبهذا نحافظ على نشاط الدماغ وعلى الإثراء اللغوي باستمرار. أو حتى أنها يمكن أن تكون كاستراحات بين رواية ورواية أخرى. شكل من أشكال التغيير اللطيف حتى.

     من الضروري ذكر أن القصة القصيرة لا تقل قيمة عن الرواية. فهي تحمل العِبر المهمة بطريقة بسيطة وغالبًا ما تكون أكثر وضوحًا. تقول الأسطورة أن إرنست همنغواي، أستاذ الكتابة المختصرة، ربح رهانًا عن طريق كتابة قصة قصيرة من ست كلمات لم تخلوا من المشاعر والمعاني العميقة، حيث كتب:
 للبيع: حذاء طفل. لم يرتديه أبدًا.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة