إن القراءة مهمّة لا ريب - فهي تعلم وتلهم وترفّه وتزوّد المرء بما يحتاجه ليجابه العالم. ولكن مع نشر آلاف الكتب أسبوعيًا، كيف يقّرر القارئ (خاصة ذلك الذي قد بدأ للتوّ القراءة) أيهما سيختار؟ غالبًا ما يطرح هذا السؤال علي بسبب نوعية دراستي وعملي التي تحتّم علي القراءة! فكيف يختار المرء ما يقرأ؟
اقرأ ما تحب
"لا تعتذر أبدًا عن ذوقك في القراءة" - بيتي روزنبرغ
القاعدة الأولى في اختيار الكتب هي أن تقرأ ما تحب! قد تبدو هذه نصيحة غريبة لتبدأ بها لأنه، حسنًا، أليس الأمر جليّاً؟ في الحقيقة ربما أنه ليس كذلك.
الكثير من الناس يسمحون لقراءتهم أن تسترشد بمذاق الآخرين؛ يقصرون أنفسهم على قوائم الكتب الأكثر مبيعًا أو أحدث جنون النشر أو أنهم يميلون قراءة الكتب "الصحيحة" فقط.
كم عدد الأشخاص الذين تم إحباط حبهم للقراءة من خلال محاولات حشر أنفسهم بما يسمى بالكلاسيكيات أو الكتب الأدبية غير الشفافة؟ كما لو أن الخيال الأدبي أو الكلاسيكيات (إذا كان هناك حتى تعريف مناسب لهذه المصطلحات) هي ذروة ذوق القراءة. في الواقع، لا الكلاسيكيات ولا الروايات الأدبية تمثّل فئات تساعد في تصنيف أذواق القراءة. ومع ذلك تختلف الصفات التي تجذب القراء إليها اختلافًا كبيرًا!
مع وجود العديد من الخيارات، يمكن لكل قارئ العثور على كتاب يناسب تفضيلاته. ومع ذلك، فإن هذه الوفرة من الفرص يمكن أن تكون أيضًا شيئًا جيدًا للغاية. كيف يقوم القارئ الراغب بالبحث في الأكوام للعثور على الكتاب المناسب له؟ لا تخف، هناك طرق. واصل القراءة…
اكتشاف أذواقك في القراءة
هل تستمتع بالقصص التي تدفعك للأمام بوتيرة سريعة أم أنك تفضل أن تتيح لك الاستمتاع بتمعّنها برويّة؟ هل أنت من محبي الفكاهة السوداء أو الكوميديا التهريجية؟ هل تريد كتابًا يجعلك تشعر بالحر والانزعاج أو كتابًا يجعلك خائفًا جدًا من البقاء في المنزل بمفردك؟ هل قصتك المفضلة تُروى في شعر مزخرف، متكلف، أو نثر متقطع، مبتذل؟
ترتبط كل هذه الأسئلة ارتباطًا مباشرًا بعزل "الأمور" التي تنجذب إليها.
السرعة: ما مدى سرعة قدرتك على العبور خلال نص الكتاب؟ هل كان المحتوى مجرد أداة تقليب الصفحات أم أنه سيستغرق شهرًا حتى تنتهي منه، مثلما فعلت رواية الحرب والسلام بالنسبة لي؟
التوصيف: كيف تعامل المؤلف مع الشخصيات؟ هل تم وصفها بعمق بحيث يمكن تسمية الكتاب بدراسة الشخصية؟ أم أنها مجرد قطع شطرنج نموذجية في لعبة معقدة؟
خط القصة: ما هو اتجاه الحبكة؟ هل هي شخصية مدفوعة أم عملية؟ معقد جدا؟ ملهم؟ سخيف؟
الإطار واللون: ما هو مزاج الكتاب؟ هل هي دافئة؟ مثيرة؟ داكن؟ فلسفي؟ ملتوي؟
النمط: كيف يمكن وصف أسلوب كتابة المؤلف؟ إضافي؟ تحادثي؟ شاعرية؟ معقد؟
يتيح لك التفكير في قصصك المفضلة (الكتب والأفلام والمسرحيات، لا يهم أيّها) من خلال هذه المصطلحات التعرف على تفضيلاتك.
يمنحك لغة للتعبير عن أذواقك. سواء كنت تبحث عن رواية أو قصصيّ سرديّ، يمكنك الآن البدء في رسم خرائط لأنواع القصص التي تقدرها أكثر من غيرها في سلسلة الخيارات الموجودة في العالم!
البحث عن النوع الخاص بك
تتمثل إحدى طرق تضييق خيارات القراءة لديك في التفكير في الأنواع التي تغلف نداءاتك المفضلة. يمتلك معظم الناس فهمًا قويًا إلى حد ما للأنواع المعروفة. نحن نعلم، على سبيل المثال، أن الألغاز تميل إلى أن تكون سريعة الخطى ومثيرة، وغالبًا ما تتم كتابتها بدون زينة، على الرغم من أن المؤلفين الفرديين لديهم أحيانًا أساليب مميزة. بالتناوب، يمتلئ النوع الخيالي بتوصيف كثيف، وكرات من الوصف، ويتقدم بوتيرة فخمة.
وعلى الرغم من وجود استثناءات (يتناسب العديد منها مع الأنواع الفرعية للكتب)، فإن النوع يعمل كنوع من بطاقة الاتصال عندما يتعلق الأمر بإكمال القراءة. توفر ميّزة النوع طريقة سهلة للقراء للعثور على اتجاهاتهم؛ بالنسبة لي، تقدم معظم قصص الخيال العلمي التوازن المثالي بين الحبكة (ثقيلة)، والوصف (خفيف)، والتوصيف (متوسط)، مع أنماط تتراوح بين غير متقنة / روح الدعابة. لكن الأمر مختلف بالنسبة للجميع.
ألق نظرة على قائمة الأنواع هذه والنداءات التي تربطها بها. اختر واحدًا يحرك خيالك ويدعك تتحرك شغفاً من الداخل!
تضييق خياراتك
حتى تفهم طلباتك وتفضيلاتك من النوع، يمكنك الآن البدء في العمل: المئات، بل الآلاف، من الخيارات المتاحة بسهولة في كل نوع! ما يجب القيام به؟
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:
اقرأ الكتب بأغلفتها! لا بأس، أمناء المكتبات يفعلون ذلك طوال الوقت. اذهب إلى مكتبة أو مكتبة أو متجرك المفضل عبر الإنترنت وتصفح. هل يروق لك غلاف الكتاب؟ ممتاز، اقرأ الآن اللوحة الداخلية للكتاب، ما رأيك في الوصف الموجود بشكل عام؟ إذا أعجبك، فقد عثرت على كتابك!
على الرغم من أنني قمت بتوجيهك بعيدًا عن آراء الآخرين، والآن بعد أن أصبحت مرتاحًا لأذواقك ، اذهب للتحقق من الجوائز الشعبية لنوعك الأدبي ومدونات الكتب والمواقع الإلكترونية المخصصة لنوع الكتب التي تحبها.
أخيرًا، اذهب واسأل أمين المكتبة! ليس كل أمناء المكتبات جيدين في استشارات القراء، ولكن عادة ما يكون هناك واحد على الأقل في كل مبنى يستمتع بالحديث عن الكتب من جميع الأنواع. أخبرهم بما تريد ودعهم يؤدون وظيفتهم. نأمل أن ينتهي بك الأمر مع بعض الخيارات التي ستستمتع بها!
كلمات فراق
القراءة رحلة رائعة مليئة بالتنوع الهائل! جرب الأشياء! بمجرد أن تستقر في أخدود القراءة، حدد شيئًا مختلفًا تمامًا للتغيير والتحدي. اعتدت أن أكون "صانعة نهائية"، كان علي أن أنهي كل كتاب ابتعته وقررت قراءته. لكن مع تقدمي في العمر، تغيرت. فمن لديه الوقت ما فيه الكفاية لإضاعته على قراءة الكتب السيئة المحتوى؟
في الوقت الحالي، عندما أختار كتاباً، عادةً ما أقرأ أول 50 أو 100 صفحة (أو أول 1 - 2 ساعة إذا كنا نتحدث عن الكتب الصوتية) وإذا لم أتشوق إليها ولم تعجبني، أمضي قدمًا. يتردد صدى اقتباس بيتي روزنبرغ في ذهني عندما أغلق الكتاب، وأختار، بدون اعتذار، شيئًا أكثر ملائمة لذوقي في القراءة. أنا أفضل أن أستمتع بقراءتي، ويجب عليك ذلك أيضًا، فهذا من حقك!
742 مشاهدة
