عقدة لوليتا Lolita complex وليدة رواية لوليتا للكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف وهي من أكثر الروايات شهرة في التاريخ، والمقتبس عنها فلم لوليتا بنسخته الأولى سنة 1962 من إخراج المخرج العظيم ستانلي كوبريك. ونسخته الأحدث سنة 1997 من بطولة الممثل الفذ جيريمي آيرونز. كما في الرواية فعقدة لوليتا تعني الانجذاب الجنسي للفتيات الصغار أو البالغات حديثاً. ارتبط اسم لوليتا بالثقافة اليابانية من خلال ما يسمونه Lolicon، أو فن اللوليكون والذي يتمثل بالكرتون الياباني والرسومات الجنسية الفنية، والتي دائما ما يطلق عليها لوليكون عند احتوائها رسومات لفتيات في سن الطفولة، في مرحلة المدرسة، مرتدين ملابس شفافة تظهر جنسانيتهن وتصورهن بمظهر جنسي جذاب.
" لوليتا يا ضوء حياتي.. أيتها النار المتوقدة في عروقي.. لوليتا يا خطيئتي.. يا من تهزج روحي بإسمك. لو - لي - تا: رأس اللسان حين يمضي في رحلة من ثلاث خطوات عبر الحلق، ليدق ثلاثاً فوق الأسنان: لو - لي - تا. إنها لولو في الصباح إذ تهب واقفة خارجة من سريرها بجسمها الضئيل القصير. إنها لولا في فساتينها القصيرة. وإنها دولي في المدرسة، وإنها دولوريس في سجل النفوس. ولكنها لوليتا، لوليتا فقط وهي بين ذراعي."
هذا مطلع رواية لوليتا التي تروي قصة عشق لرجل في السابعة والثلاثين من عمره ولوليتا ذات الاثنتي عشرة سنة.
في الرواية يصور فلاديمير لوليتا الطفلة ذات الفساتين القصير الشفافة والشخصية المرحة الأخاذة والمتمردة في الوقت ذاته، ويصور بطل القصة، همبرت همبرت، الذي يقع في حب لوليتا، ليس حباً عادياً، بل هياماً يرافقه إلى آخر عمره. وعند مشاهدة الفلم (شخصياً شاهدت النسخة الأحدث من الفلم). صُوِّرت لوليتا بالفتاة المخادعة كما في الرواية تماماً، اللعوبة والتي تعلم حقاً وفعلاً مدى تأثيرها في همبرت وتستغله. ولكن هل هذا عذر كاف لنقول أن همبرت مظلوم في الحب ولوليتا هي التي تلعب به بأصابعها كما العرائس؟
تكمن عبقرية نابوكوف بقدرته على عكس الحقائق وتلوينها لدرجة إقناعنا بذنب لوليتا وبراءة همبرت، بل وأقنعنا أيضاً أنها قصة حب عظيمة غريبة جديدة ومميزة بل وآسرة للقلوب. ولكن هل هذا هو الوضع الحقيقي في الحياة الحقيقية التي نعيشها؟ أم أن همبرت بيدوفيلي قذر، ولوليتا طفلة بريئة شاءت الأقدار أن تكون متمردة أيضاً بمحض الصدفة. ماذا لو لم تكن متمردة؟ ماذا لو كانت طفلة تعيش طفولتها بكاملها ولا تعلم شيئاً عن الجنس أو الحب العاطفي! بالطبع هنا ستختلف الصورة وتختلف المعايير معها.
على الجهة الأخرى، يُصوّر همبرت بالرجل الجذاب في أواخر الثلاثينات الذي انتبه وافتتن وأحب الطفلة المغرية لوليتا. أين يحصل هذا في عالمنا الحقيقي؟ أن يحب رجل كبير في السن طفلة من كل قلبه؟ وأقول يحبها فعلاً وليس فقط يشتهيه جنسياً. ربما يحصل ولكن نادراً، لهذا يُخيّل إلينا الصلاحية الرومنسية الجميلة التي تتمتع بها لوليتا، والتي هي في واقع الأمر محفز جنسي لبعض الفتيات، الانجذاب لكبار السن.
لم أجد معلومات كثيرة عن
عقدة لوليتا في المواقع ولكن بنظري هي بديهية للغاية. فهي تشرح نفسها بنفسها. هل الانجذاب الجنسي للفتيات الصغار البالغات يقع في دائرة الحب والانجذاب الجنسي العادي كما في رواية نابوكوف أم هو بيدوفيليا بحتة؟ وحين نقوم بإسقاط محاور الرواية على أرض الواقع هل نلوم لوليتا أم همبرت؟ نظراً إلى أن همبرت قتل نفسه في النهاية من أجل حبه لها. فبالتالي نستنتج أنه أحبها فعلاً. ولكن هل هذا عذر كافي لأن تحب طفلة أو تمارس الجنس معها؟ ربما سُميّت عقدة لوليتا بعقدة لأن نابوكوف حيّرنا كثيراً ولعب بعقولنا، فتحول الأمر من شذوذ جنسي محرم في كل سمات المنطق، إلى عقدة لا حل لها ولا تفسير.