الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والسلام على من اتبع الهدى والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد: اعلم أخي القارئ، أختي القارئة بأن الحياة الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأننا سنسأل في يوم من الأيام عن كل كبيرة وصغيرة وأن سعادة الإنسان متوقفة على مدى تمسكنا بالكتاب والسنة النبوية الشريفة.
الله تعالى أعلم من العبد بنفسه سعادته، شقاؤه، فرحه، قرحه كل شيء عنا محفوظ في كتابه العزيز، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى و نحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).
سر السعادة في الدنيا والآخرة ذكر الله سبحانه وتعالى وكثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح وقراءة القرآن الكريم والتقرب إلى الله بالصدقات وأعمال الخير والزكاة والصوم وأكل الحلال، يخبرنا الله تعالى في هذه الآية أن الأعراض عن ذكر الله يجعل الإنسان يعيش حياة تعيسة حياة الخسران، فلن تستمتع بهذه الحياة إلا وأنت في طريقك إلى الله سبحانه وتعالى، طريق الهدى والتقى والرشاد.
الاستمتاع بالحياة لا يكون إلا وأنت: في أقصى درجات التعبد والتقرب إلى الله عز وجل لا يكون إلا وأنت مطيع لوالديك، إلا وأنت مخلص في عملك، إلا وأنت محترم لأهلك وجيرانك واقربائك، الاستمتاع بالحياة لا يشعر به إلا من أتى الله بقلب سليم وبعدها يتوضع كل مرغوب في مكانه راغما عن نفسه.