بالنسبة لي فأنا أرى أنني مدينة لله وحده بحياتي؛ فقد قدّر لي الحياة وأراد لي أن أخلق وأن أوجد على هذه الأرض لتأدية رسالتي التي خصني بها، ولكنني أيضاً مدينة بأشخاص لتسهيل هذه المهمة علي ولجعل حياتي في هذا العالم أكثر متعة، كما أن منهم من أعطاني طرق جاهزة للتعامل مع صعوبات الحياة ومنهم من كانت معرفتي به بحد ذاتها خبرة -سواء كانت مواقفي معه إيجابية أو سلبية حتى.
أرى أن هناك الكثيرون مما أدين لهم بتيسير حياتي وشإكسابها بعض المتعة أحياناً وبعض التحديات والخبرات أحيان أخرى منهم:
- والداي: لن أكون تقليدية وأكتب ما يكتبه معظم الناس عن آبائهم وأمهاتهم، لكنني سوف أكتفي بأنهما من وقفا وما زالا يقفان معي وسيقفا معي في المستقبل أيضاً مهما فعلت ومهما أخطأت، فحبهما لي غير مشروط، وأنا لا أشعر بالأمان إلا بوجودهما؛ ولا أعتبر الصباح صباحاً ولا اليوم يحتسب من حياتي إن لم أستيقظ فيه على صوت أمي؛ فصدق جبران خليل جبران عندما قال "كل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم"، وصدق من قال أنه لا يجد الأمان إلا عندما يرى حذاء والده عند باب المنزل.
- جدتي: فقد تعلمت من جدتي (والدة والدي) الكثير الكثير منذ صغري، وكانت وفاتها هي الصدمة الحقيقية الأولى في حياتي. أنا مدينة لها بدعم مواهبي وتنميتها منذ صغري.
- م. رلى الكيلاني: فهي المالكة والمديرة لمجلة بيتي العائلية والتي كانت أول مجلة عائلية مختصة في الذكاء العاطفي في العالم العربي، فهي من شجعني وأدخلني عالم الكتابة والإعلام، وهي السبب في تطوير شخصيتي وتحسينها 180 درجة.
- شخص سري: فهو الشخص الذي كنت على وشك الارتباط به، صحيح أن علاقتنا قد قطعت ولم يكتب لها الله الاستمرار إلا أنه جعلني أكتشف الكثير عن نفسي وأنوثتي ومواطن قوتي وضعفي، وعندما قطعت علاقتنا جعلني هذا أتفاجأ بقوتي الداخلية وغيّر مسيرة حياتي.
- ابن أختي عمر: هو طفل مصاب بضمور في الدماغ ويبلغ من العمر 8 سنوات، يمكث حالياً معي ومع والديّ في عمان في حين تقيم أسرته في دبي، وذلك لأنه يتلقى العلاج والتأهيل اللازمين لحالته هنا، وأنا له الآن الأم والأب والخالة والرفيقة وكل شيء.
بالرغم من مرضه وقلة حيلته وبالرغم أيضاً من صغر سنه، إلا أنه أكبر معلم لي؛ فقد علمني معنى الحياة، وعرّفني ما هي رسالتي فيها، فربما قد خلقني الله وقدّر ما قدّر مما حصل معي لأرافقه في رحلة علاجه ولأساعده وآخذ بيده وبيد والديه اللذين أرهقهما التوتر والقلق. تعلمت من عمر كيف أفرح بالأمور الصغيرة، وأن أضحك من قلبي، وأن أتحمل الألم، وأن أجتهد لأعيش، وأن القيمة ليست في ثمن الشيء بل في معناه، علمني كيف أكون أماً وأنا لم ألد، وكيف أخرج أفضل ما عندي مهما اعتقدت أنني لا أملكه، وكيف أصبر وأعطي من قلبي دون أن أنتظر مقابل، وكيف أنسى هموم يومي بأكمله عندما أنظر في عينيه.