شهر رمضان ليس كباقي الأشهر على الإطلاق فهو الشهر الذي أنزل الله تعالى القرآن الكريم فيه وهو الشهر الذي تضاعف فيه الأعمال مضاعفة عظيمة وهو شهر الصيام والصلاة والصدقات وهو شهر صلة الرحم والتقرب من الله تعالى بالتقرب إلى خلقه وتحقيق غاية الله تعالى في الأرض، كل هذه الأمور جميعها تحدث في شهر رمضان ولهذا السبب يحبه المسلمون حباً كبيراً فهو فرصة غانمة لتعديل سلوك الإنسان وتقويم اعوجاجه وسلبياته وزيادة حسناته وهو أيضاً فرصة سانحة حتى يقوم الإنسان بالتخلص من عاداته السيئة التي اعتاد عليها خلال حياته، فالعادة السيئة مأساة ووبال على الإنسان في بعض الأحيان، لهذا يجد من يعاني من العادة السيئة في رمضان فرصة كافية وهامة للتخلص من هذه العادة التي يعاني منها، كما أن الأجواء الروحانية هي أجواء جميلة لدرجة رائعة فالمساجد تكون مضاءة والبيوت مزينة وتنتشر العادات الطيبة والأجواء الجميلة فكل هذه الأسباب أيضاً هي أجواء رائعة تحبب الناس في هذا الشهر المبارك. ولكن هناك أيضاً أسباب هامة أخرى تحبب الإنسان بشهر رمضان المبارك ففي هذا الشهر حدثت أحداث عظيمة جداً على امتداد التاريخ الإسلامي منها غزوة بدر، وهي غزوة وقعت بين الجيش الإسلامي بقيادة الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – وجيش الكفار والمشركين من قريش وذلك في السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة وتحديداً في شهر رمضان المبارك، فقد هزم المسلمين كفار قريش في هذه المعركة الفاصلة والحاسمة على الرغم من الفرق العددي الذي كان لصالح المشركين والكفار من قريش، ومن هنا فقد أسست هذه المعركة إلى ظهور قوة لها كلمة الفصل ولها مركزها السياسي والعسكري في شبه الجزيرة العربية، حيث أصبح المسلمون قوة لا يستهان بها.