يمكن البحث عن المستقبل من خلال استكشاف الذات وعملية التخطيط وذلك بتحديد تصور معين يتضمن التعامل مع الماضي والحاضر من خلال وضع مخطط معين للأحداث الماضية والحالية ومن ثم التركيز على العوامل المؤثرة على الواقع الحالي والماضي، ومن ثم العمل على إيجاد سناريوهات للمستقل وتحديد العوامل التي تساعد على الوصل إليه، ومن ثم وضع خطة عمل معينة يمكن من خلالها تحقيق الوصول للمستقبل الذي يتم البحث عنه. حيث لا يمكن أن يكون المستقبل منفصل عن الماضي والحاضر وإلا سيكون مستقبل عبثي هش خالي من عوامل النجاح وتحقيق الأهداف وإثبات الوجود والكيان.
أولاً: تحديد تصور معين متعلق بالماضي: حتى تتمكن من البحث عن المستقبل لا بد من البحث في الماضي والذي فيه الأسس التي قد يقوم عليها الحاضر الآن، وهنا يجب تحديد ملامح الهوية الشخصية والسمات الشخصية والأهداف والميول والتوجهات والأسس التي بنيت عليها خلال مرحلة التنشئة الاجتماعية ومراحل التطور والنمو المختلفة وهذا الأساس مهم وضروري لفهم نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل عليها بشكل صحيح، ومهم لفهم الذات بشكل أكبر مما يسمح بتحقيق الإدارة الصحيحة لللنفس وللبيئة المحيطة.
ثانيًا: تحديد العوامل المؤثرة بالماضي: القدرة على فهم الماضي وفهم النفس في المرحلة الماضية ضروري لتحديد العوامل التي كان لها الأثر الأكبر في تحديد ملامح الفترة العمرية الماضية والتي في حال تم التعرف عليها يمكن الاستفادة قدر الإمكان من الإيجابي منها والتخلص من السلبي، وهنا قد يكون هذا الأمر فيه نوع من الصعوبة خاصة بما يتعلق بمراحل المراهقة والطفولة، ولكن ليتم التوصل للعوامل المؤثرة وبشكل صحيح لا بد من إدراك المشاعر وفهمها فهم عميق عن طريق وضع مخطط زمني للفترات الماضية وتحديد طبيعة المرحلة في كل فترة زمنية واسترجاع أكبر قدر ممكن من الأحداث والمسببات والمشاعر والعمل على تحليها وتركيبها وتقيمها ومن ثم توفير التغذية الراجعة المناسبة التي تساعد على التوصل للخطوة القادمة بتحديد تصور للحاضر.
ثالثًا: تحديد تصور معين متعلق بالحاضر: القدرة على تحديد ما لديك من مهارات في الوقت الحالي واهتمامات وإنجازات يتم تحقيقها، وأهداف وطموحات وميلول ورغبات سبب في أن تجد أول خطوة لديك في المستقبل وهنا لا بد أن تكون صادقا مع نفسك بحيث تجعل التصور حقيقي وواقعي مما يتيح لك فيما بعد تحديد سناريوهات وعوامل مساعده لتحقيقها، كما لا بد هنا من ربط الماضي بالحاضر وإيجاد الأمور التي استمرت لديك وأصبحت أكثر وضح وظهور فالكثير من الأمور الماضي قد تكون قد ذهبت نتيجة فقدان الاهتمام أو عدم توفر الموارد اللازمة لتحقيقها، وعليه تبني الأساس الذي يوصلك لما تبحث عنه.
رابعًا: تحديد العوالم المثرة بالحاضر: لا بد من تحديد كافة مصادر الإنجاز والدعم الحالي التي تحقق لك التطور والاستمرار والتي يمكن الاعتماد عليها مستقبلا أو تطويرها أو العمل على إيجاد بديل لها، فهذه العوامل الحالية هي الأساس للمستقبل والتي يمكن من خلالها إيجاد ملامح معينة لما هو قادم، وفي المقابل لا بد من التخلص من كافة مصادر الهدم والإحباط واليأس التي تجعل من المستقبل غير واضح الملامح.
خامسًا: تحديد سناريوهات مستقبلية: بعد الربط ما بين الماضي والحاضر لا بد من العمل على تحديد أوقات معينة يتم فيها دراسة ما يمكن تحقيقه ضمن المجالات المختلفة بما يتوافق مع القدرات والميول والاتجاهات الحالية والتي يتم التطلع إليها لديك، ومن ثم اتخاذ القرار ببعض السناريوهات المستقبلية التي يمكن أن يتم تحقيها وهنا يمكن القول أن هذه الخطوة هي خطة وسطية ما بين البحث عن المستقبل وإيجاده.
سادسًا: تحديد العوامل المساعدة على تحقيق السيناريوهات المستقبلية: حتى تتمكن من القول أنك وجدت مستقبلك بشكل أولي لا بد من تحديد العوامل والمصادر الداعة والمحققة لإنجاز الأهداف ضمن السيناريوهات المستقبلة، ووضع خطة لإدارة المخاطر بحث تنظر للأمر بواقعية قدر الإمكان وتحدد ما يمكن أن يقابلك من مشكلات، بحث تتعامل معها بطريقة إيجابية بعيدًا عن التخاذل والتقاعس.
سابعًا: وضع خطة عمل: وهنا يمكن القول إنك وصلت إلى مبتغاك في آخر خطوة في البحث عن المستقبل من خلال وضع خطة عمل حقيقية تتضمن الأهداف، والإجراءات، والمدة الزمنية، والنتائج المتوقعة المرجوة، كل هذا الأمر بناء على التوجه الفكري والميول والرغبات والقدرات التي لديك.