حقيقةً وبغض النظر عن تلك الخطوات العملية التي تساعدك على إنشاء مشروعك الخاص؛ فإن السمة الأساسية والتي يقوم عليها الانجاز الملموس هي مدى جديتك وقدرتك على البدء بهذه الخطوات العملية وجَلَدك على الاستمرار وتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهك، فالكثير من المشاريع بقيت حبراً على ورق او كلاماً في الهواء ولم تدخل أبداً حيز التنفيذ أو حتى التخطيط.
يمكنك في البداية عمل خطة مبدئية لخطواتك ، مثل إيجاد وبلورة فكرة المشروع وتحديد أهدافك منه بطريقة واضحة ، وبناء فريق عمل متنوع الخبرات إن تطلب المشروع ذلك ووفقاً لأهدافك، والتشبييك مع اصحاب الخبرة في مجال المشروع بهدف استشارتهم . ثم تبدأ مرحلة التخطيط الاستراتيجي و دراسة حاجة السوق والبيئة الاستثمارية لمعرفة جدوى المشروع فالفكرة لوحدها لا تكفي لتحقيق الربح طالما لم تلبي حاجة السوق أو لم تستطع أن تجد لها سوق.
بناءً على نتيجة دراسة الجدوى، وفي حال تبين ان المشروع سوف يحقق الربح يجب البدء بخطوات التنفيذ الفعلية ويفضل هنا عمل مشروع تجريبي أو نموذج مبدئي ( pilot project او prototype) وإطلاقه على مستوى عينة ممثلة من السوق أو دائرة المعارف والأصدقاء، ويمكن أيضاً الاستعانة بخبراء وتحسين المنتج من خلال مجموع ما وصلك من ملاحظات وتغذية راجعة. تكمن أهمية هذه الخطوة في عملية جس نبض السوق أو ما يسمى test the water تجاه المنتج ومدى قبوله والتفاعل معه، كما أنها ضرورية عند بحثك عن تمويل أو مستثمرين أو مسرّعات أعمال فبين يديك دليل ملموس ومنتج تجريبي قد تم استخدامه من عدد معين من العملاء وقد حقق كذا من الأرباح ؛ فأي مصدر ممول سواء شريك أو مؤسسة ربحية أو حتى غير ربحية يهتم بأن يضع أمواله في مشروع ناجح ويحقق ربح.
من خلال تلك الدراسات الورقية التي تتعلق بدراسة الجدوى وأخرى العملية التي تتعلق بال(pilot project)، يمكنك التنبؤ بمستقبل مشروعك وتحديد قرار التنفيذ الفعلي والذي يشتمل على التمويل وتنفيذ الخطة التسويقية للمشروع وكيفية دخول السوق سواءً كشركة مستقلة والتسجيل قانونياً ورسمياً أو بالشراكة والدمج مع شركة أخرى أو قد تكتفي ببيع فكرة المشروع.
ملاحظة مهمة: يجب مراعاة أن كل مشروع له خصوصية في خطوات الإنشاء وسرعة الاطلاق؛ فعلى سبيل المثال هناك بعض الأفكار التكنولوجية يمكن سرقتها أو نسخها بسرعة وسهولة وبالتالي يتجاوز التنافس هنا أمر الفكرة الجديدة إلى من يطلق المشروع أولاً.