كيف يمكنني التخطيط وتأمين نفسي مادياً في حال عودة الحجر المنزلي؟

في البداية اود التنويه ان أمر الحجر المنزلي لم يعد جديداً واصبح لدينا تجربة فيه..
وبالتالي فإن لكل شخص منا تقييم عام لما حصل له من ايجابيات الحجر وسلبياته وما هي الثغرات التي وقع فيها وما هي الفرص التي كان يتمنى ان يمتلكها حينها.. اقصد طبعاً فيما يتعلق بالناحية المادية..
وبناءً على هذا التحليل البسيط يمكنك عمل العدد من الاجراءات التي يمكنك من خلالها استثمار ما حولك من فرص ورفع دخلك المادي او ايجاد طريقة لاستمرارية دخلك المادي خلال الحجر المنزلي..
مثلاً كما لاحظنا خلال فترة الحجر المنزلي ان هناك اقبال شديد على العاب الفيديو وانت عندك الهواية انك تصمم العاب فيديو ممكن تبدا فعلياً تصصم وتبيع.. واذا لاحظت انو الدكاكين الصغيرة انتعشت خلال فترة الحجر وعندك كراج صغير باب بيتك ممكن تفتخ دكان صغير.. اذا كنت كيماوي او مهندس ممكن تبدا تصنع معقمات وتبيعها ضمن الشروط المسموحة..
ممكن من خلال ملاحظاتك للمحيط اللي حوليك وحاجاته وضمن امكانياتك تعمل على انشاء مشروع خاص فيك بالاضافة الى دخلك من وظيفتك او عملك المعتاد..

وفي حال كنت لا تملك من القدرات الكافية لانشاء مشروع ؛ فإنه امامك مجموعة من الخيارات الاخرى..
منها الادخار في هذه الايام التي تعمل فيها وضبط عملية الانفاق.. مثل اذا كنت مستأجر في بيت فاخر باهظ الثمن ممكن تدور على بيت اجاره ارخص.. إذا كنت لديك سيارة غالية ممكن استبدالها بواحدة ارخص ..وهكذا بما يتناسب مع وضعك؛ بحيث ان الهدف من ذلك خفض التكاليف ورفع كمية النقود المدخرة ( يعني بالمختصر وفقاً للمثل اللي بحكي "خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود" )..
وكمان ممكن تلجأ للعمل الحر وخصوصاً الربح عن طريق الانترنت؛ كونها الطريقة الآمنة والتي لا تتطلب منك الخروج من المنزل خلال فترة الحجر المنزلي.. تبدا تدور على مهاراتك اللي ممكن تستثمرها متل الترجمة والبرمجة وتقديم استشارات والتدريب وغيرها... وتبدا تتواصل مع المواقع الالكترونية والشركات بهدف ايجاد فرصة عمل.. أو جعل عملك خاص عبر صفحاتك الالكترونية الخاصة بك..

لا يجب استبعاد فكرة عودة الحجر المنزلي, فقد تم الإعلان قبل ايام فقط عن سيطرة الصين على موجة كورونا ثانية في العاصمة بكين, اما في الضفة الغربية, فيواجه الأشقاء هناك موجة كورونا ثانية, قد تكون اشد من الأولى, مما استدعى الحجر المنزلي مرة اخرى, ولهذا يجب الإحتياط وتأمين المنزل بالمواد الضرورية الأساسية قدر الإمكان مثل الطحين والأرز والسكر والزيوت النباتية والحليب وغيرها, والتي ستنقطع فور الإعلان عن الحجر المنزلي, او قد ترتفع اسعارها فجأة, اما من ناحية مادية فلا يوجد الكثير لعمله, وخصوصا بالنسبة للفقراء, غير انه من المهم لكل شخص في تلك الظروف الإستثنائية التي يعيشها العالم ان يعدد مصادر دخله, وان يقلل من نفقاته, وان يدخر من اجل الأيام الصعبة.

ما من شك أننا جميعا نعلم أن أزمة تفشي وباء الكورونا لا زالت قائمة بالرغم من ما نشاهده من تخفيف الإجراءات الوقائية للحماية من الإصابة بهذا المرض.
لذا، وبما أن احتمالية عودة الحجر المنزلي واردة الحدوث فمن المهم أن نعيد ترتيب أولويات الإنفاق لدينا بحيث نتجنب قدر الإمكان إنفاق المال على الكماليات، بل علينا في هذه المرحلة التركيز على الضروريات وأن نحرص على ادخار جزء من الراتب الشهري الذي نحصل عليه، لأنه وكما لاحظنا فحتى رواتبنا معرضة للخصم منها لمواجهة تبعيات هذه الأزمة العالمية.