الزنا بالعين يكون بالنظر إلى ما حرم الله سبحانه على الرجل النظر إليه ، كنظره إلى امرأة لا تحل له خاصة إذا كان فيه شهوة أو تأمل بلا حاجة ، و كنظره إلى الإفلام الماجنة التي فيها تبرج وسفور ودعوة إلى الفحش وإثارة للشهوت ، ونظره إلى الصور المحرمة في الصحف والمجلات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، فكل هذا من زنا العين .
قال تعالى في سورة النور " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) "
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال " ما رَأَيْتُ شيئًا أشْبَهَ باللَّمَمِ، ممَّا قالَ أبو هُرَيْرَةَ: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ" .
أما سؤالك هل هو كبيرة من الكبائر ؟
فالجواب أن النظر في أصله ليس كبيرة لأنه لا يدخل في حدها وتعريفها ، بل هي من الصغائر ، وقد سماها ابن عباس في الحديث اعلاه من اللمم وهي الصغائر ، ولكن هذا لا يخفف من خطرها لأن التساهل فيها سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه في المحصلة ، ويكفي في شر هذه المعصية إطفاء نور القلب وجذوة الإيمان ، وتعلق القلب بالصور ومحبتها وعشقها بدلا من التعلق بالله تعالى ، وصحاب هذا التعلق إن لم يدفعه فإنه سيجره إلى خاتمة سوء والعياذ بالله .
وهذه المعصية مع كونها صغيرة في الأصل إلا أنها قد تصبح كبيرة في حالتين :
1. إذا استخف الإنسان بها وبمراقبة الله تعالى له ، فكان إذا نهي عن المنكر والنظر الحرام استهزئ او استخف بذلك ، فهذا رجل على خطر عظيم لأنه لم يعد في قلبه توقير لله سبحانه .
2. إذا أصر عليها ولم يحاول دفعها أو الاستغفار منها ، لأن الإصرار على الصغيرة تحولها إلى كبيرة كما ذكر العلماء .
والله أعلم