ما سميته " بالزنا الإلكتروني " ،إذا كنت تقصد به ما يؤول إلى الزنا من مقدمات الزنا بنظره إلى صور امرأة لا تحل له أو تبادلهما عن طريق الفيديو أموراً لا تحل وتواصلهم بما لا يحل فهذا من زنا العينين بنظرها إلى الحرام وزنا الأذنين باستماعها إلى الحرام .
ومثل هذه المعاصي وإن كنت من مقدمات الزنا وأسبابه ولكنها بمجردها لا توجب الحد الشرعي بالجلد أو الرجم ، لأن الحد الشرعي لا يوجبه إلا الإيلاج في الفرج المحرم .
ولكن هذا لا يعني سهولة هذه المعصية بل فاعلها على خطر عظيم لأنه يسير على طريق الزنا والفاحشة وإن لم يتدارك نفسه ويقطع دابر الشيطان والفتنة فإنه تؤول به حاله إلى ما لا تحمد عقباه .
والله لما حرم الزنا لم يأمر باجتنابه فقط بل قال " ولا تقربوا الزنا " يعني لا تقترب من أي شيء يمكن أن يقودك إلى الزنا ومنه ما ذكرته من المعاصي نسأل الله العافية .
عن أَبي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ) ( متفق عليه ) .
ورواه أحمد بلفظ : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ لَهُ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا ، فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا الْيَدَيْنِ الْبَطْشُ، وَزِنَا الرِّجْلَيْنِ الْمَشْيُ، وَزِنَا الْفَمِ الْقُبَلُ ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ)
أما التوبة من هذه المعصية فتكون بالندم على ما فرط مع الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة ،والإكثار من الحسنات والطاعات .
روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال : " ردوه علي " . فردوه عليه ، فقرأ عليه : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال معاذ ، وفي رواية عمر : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " "
والله أعلم