الجواز في هذا الأمر يعتمد على عوامل عدة وكثيره منها المبادئ والقيم التي لديك، والمعتقدات التي تنتمي إليها، وما للأهل والمجتمع من نظرة، حيث لا يمكن أن يتم اتخاذ القرار في هذا الأمر بناء على جانب واحد من الجوانب، فلا يمكن أن نتخذ القرار بناء على المعتقد فقط أو على النظرة المجتمعية فقط أو بناء على المبادئ فقط فلا بد من أن تجتمع كافة هذه العوامل للقول بجواز الأمر أو لا.
المبادئ والقيم؛ هنالك مبادئ وقيم عامة مكتسبة من الثقافة والعادات وأخرى خاصة تعود لطبيعة الفكرية والتوجه الفكري وفي أمر الزواج لا بد من ووضع القيم العامة والخاصة جنبًا إلى جني والنظر في أهم هذه المبادئ والقيم التي تتحكم في العلاقات الزوجية، وهنا لا بد من مقارنة ما لديك من مبادئ مع هذا الرجل من ناحية أخرى، لأنه قد نجد اختلاف كبير في المبادئ والقيم التي تحكم الأشخاص فيما بتعلق بالزواج وعليه، وحتى تتوصلي لقرار نهائي يجب أن تقيمي عملية توازن بين المبادئ العامة والمبادئ الخاصة ومبادئ الرجل وترجيح المعقول والحكيم منها، فقد يكون من مبادئك أن ماضي الشخص مهما كان لا يهم لكن في المقابل المبدأ العام يقول الماضي قد يؤثر على الحاضر، وهنا لا بد من النظر للماضي وما له من أثر على الحاضر وعلى المستقبل بما يتعلق بك وبالأطفال بشكل خاص.
المعتقد؛ مهما كانت المعتقدات مختلفة إلا هنالك اجتماع عام على أن فعل الزنا غير مقبول في كافة المعتقدات، فهو فيه نوع من عدم القدرة على السيطرة على العقل والنفس والجسد، مما يعني وجود خلل في الأساس العقدي، وهنا يمكن النظر للأساس العقدي السابق والحالي وطبيعة الثقة فيه والجدية، لأن عدم التوافق في المعتقد سبب في أن لا يقوم الزواج على أساس قوي، وهنا يمكن رؤية ووضع الحدود التي يمكن من خلالها إصدار الحكم بالجواز أو لا لمثل هذه العلاقة.
النظرة المجتمعية ونظره الأهل؛ تلعب النظرة المجتمعية والثقافة دور كبير في قبول ورفض هذه العلاقة إلى جانب العوامل الأخرى إلا أن التواجد مع مثل هذا الشخص يترتب عليه الأثر السلبي الكبير مقابل الإيجابي، فهنالك الأثر النفسي والتفاعلي الاجتماعي والعاطفي الانفعالي:
- الأثر على الجانب النفسي؛ قد تتعرضين لكثير من الانتقادات من قبل المجتمع والأهل في حال قبول هذه العلاقة وهنا الانتقادات وإظهار الجانب السلبي في هذا الرجل سبب في أن تكوني تحت ضغط التفكير المستمر الذي يفقدك الراحة في العلاقة، ويؤجج الصراعات.
- الأثر على الجانب التفاعل الاجتماعي؛ قد يكون القبول بالزواج من هذا الرجل سبب في أن يبتعد عنك مجموعة من الأشخاص ضمن محيطك الاجتماعي، وهذا الأمر قد ينتقل إلى الأطفال لاحقًا لتجدي نفسك وأطفالك منبوذين في المجتمع بسبب سلوك الزوج الغير سوي سابقًا، لن أنكر أن المجتمع لا ينسى السلوك السلبي للفرد وإن عدل عنه، وهنا يمكن القول إن هذا الأمر يقع ضمن مسؤولة الرجل التي لا بد أن يتحملها نتيجة أفعاله لا انت، وأرى من وجهة نظر شخصية أن مثل هذا الفعل غير مقبول بالنسبة لي لأنه سيكون سبب في أن أفقد الثقة في هذا الرجل فهذه الأمور تعد من الأمور العظيمة بالنسبة لي ولا تتوافق مع ما لدي من توجه فكري أو عقدي أو عاطفي اجتماعي (رأي شخصي).
- الأثر على الجانب الجانب الانفعالي العاطفي؛ في مرحلة من المراحل قد تتعرضين لكثير من الإضرابات الانفعالية الناتجة عن هذا الزواج المتمثلة في فقدان الثقة والحب والمشاعر، لأن سلوك الزنا لا يراعي مشاعر الآخرين خاصة في حال عاد الزوج لهذا السلوك بعد الزواج، فالعدول في الوقت الحالي لا يعني أنه توقف تمامًا أنت بحاجة إلى إثبات حقيقي وقوي لا شك فيه على أن السلوك لن يعود، ومثل هذا الأمر ولأنه يحدث بشكل سري قد لا تعلمين بوجوده في المستقل أن عاد.
من ناحية أخرى في حال كان إخبار الرجل لك من مبدأ أنه يعلن العدول عن السلوك ويتخذ على نفسه العهد والوعد بعدم الرجوع له يعود القرار النهائي لك وللأهل أولًا وأخير لكن لا بد في حال القبول في هذا الرجل أن تمتلكي مهارة التعامل مع المجتمع ومع الأطفال ومع الرجل نفسه بحيث تحافظين على حياة زوجية خالية من الصراعات بما يتعلق بهذا الأمر وتنمي قدرة كبيرة على الصبر والثقة والهدوء، اتجاه النفس والمجتمع فالزواج من رجل بهذه الصفة أمر صعب جدًا ويحتاج لمجهود نفسي وعاطفي وعقلي لتحظوا بنوع من الأمن في العلاقة.