يمكن التخلص من العقد النفسية من خلال التعامل مع العقل وإعادة بناء الثقة بالنفس، والنظر لما تمتلكي من صفة على أنها صفة تميز لا صفة مجلبة للعقد:
أولًا: التعامل مع الأفكار الشخصية؛ قبل التعامل مع الأفكار الخارجية للناس لا بد من تغيير ما لديك من أفكار ذاتية عن نفسك، احصر كل ما لديك من أفكار في ورقة واعمل على الكتابة لا تحصر الأمر فكريًا، الكتابة تساعد على تفريغ المشاعر المرافقة للأفكار، وبعد الكتابة يمكن العمل على التفكير في كل فكرة سلبية وما يمكن أن يقابلها من فكره ايجابية مثلا فكرة أنا أخشى من طولي أن يسبب لي التنمر من الآخرين، قابلها أنا أحب ما لي من طول لأنه سبب في أن أتميز بمظهري وسبب في أن أكون أنا (سمة مميزة).
ثانيًا: قدم الرعاية لنفسك؛ تقديم الرعاية الذاتية للنفس سبب في أن تشعر بالراحة مارس هذا الأمر مرة في الأسبوع بحيث تحظى بقدر من الرفاهية، هذه الرفاهية سبب في أن تمتلك قوة نفسية وثقة كبيرة تجعلك تنظر بفخر لما لديك من صفات وإن كانت سلبية في وقت من الأوقات. ومن أهم الأمور التي يمكن أن تقوم بها، التأمل، ممارسة الرياضة، الاعتناء بالنظام الغذائي، كل هذه العوامل تلعب دور كبير في تخفيف نسبة التوتر المتكونة لديك نتيجة عقدة الطول.
ثالثًا: واجه نفسك لا تنكر ما لديك من صفة جسدية، انظر لما لها من سلبية!!! هل وجدت شيء معيب؟ لا طبعًا، كل ما في الأمر أن العقدة نفسية ناتجة عن تنمر بعض الأشخاص الغير ممتلكين ما لديك من طول، ولشعورهم بالنقص، قف أمام المرآة وانظر لنفسك وتحدث لنفسك أنا شخص طويل وأمتلك ميزة لا يمتلكها الكثيرون، وابدأ بالنظر لهذا الطول بعين الجمال، قم بهذا الأمر كل يوم ولا تتوانى عن ذلك، حقق لنفسك ما نطلق عليه في علم النفس النبؤه المحققة لذاتها (قول انا خور وجميل في كل يوم سبب في امتلاكك القناعة التامة بذلك وسبب في مواجه أي عقدة تمتلكها).
رابعًا: اتخذ نموذج؛ انظر لمن لديه الطول وكان هذا الطول سبب في تحقيق النجاح والفائدة له، ومن هؤلاء الناس الكثير سواء عارضين أزياء أو لاعبين رياضين دائمًا انظر لما في الطول من إيجابية وكيف تحققت، وإن لم تتوفر لديك المهارات لتكون بمكان هؤلاء الناس إلا أنك هنا ترى أن الطول أمر غير مضر وإنما له منفعة فأنت ترى الجانب الإيجابي بطريقة تنفي فيها العقد السلبية التي لديك وتقلل من أثرها.
خامسًا؛ استخدم الأسلوب الهزلي في تقبل الذات، وهنا يمكن أن أقدم لك تجرية شخصية فأنا على نقيضك تمامًا من ذوي الطول القصير، وكان الأمر بالنسبة لي في فترات المراهقة خاصة مزعج وكنت غير متقبلة ذاتي، إلا أنني خلال المرحلة الجامعية بدأت انظر لذاتي أنه هذا أنا ومهما كانت صوره الآخرين أو صورتي عن نفسي فهذا أنا ولن أتغير، من هنا بدأت أتقبل ذاتي وأتقبل بعض المزاح من الأصدقاء، وأهم ما ساعدني على تقبل الأمر أن استخدم الأسلوب الهزلي في ما امتلك من قصر قامة ولكن بطريقة لا تجعلني في مكان متدني أو فيها مهانة أو تقليل قدر واحترام، كان الأسلوب هزلي سبب في خلق جو مرح في المحيط وتقدم الاحترام لي على ما لدي من تقبل للذات، واستمر هذا الأمر إلى أن أصبح الحديث في الطول بالنسبة لي أمر لا يشكل أي أهمية ولا يترك أي أثر سلبي نهائيًا، وأقصد بكلمة نهائيًا معناها الحقيقي والفعلي.
هذه الخطوات تلعب دور كبير في إعادة بناء الشخصية ومن ناحية أخرى يمكن أن تلجأ لبعض الاستراتيجيات التي تساعد في تغيير الفكر وأهمها:
- التخلص من المعايير في الشكل الجسدي التي يُتفق عليها بشكل جماعي من قبل المجتمع، هذه المعايير ومهما كانت فهي معايير وضعت بناء على أهواء شخصية ولا يمكن أن تراعي الجميع لوجود الفروقات.
- تَقبل أن من الناس من لا يعجبهم الشخص الطويل وهذا الرأي شخصي، من يحبك لن يحبك لطولك في نهاية الأمر، وإنما لشخصك وتعاملك ومن أنت فعليًا.
- تعامل مع المشاعر السلبية وحاول أن تتخلص منها واستبدلها بكل ما هو إيجابي، انظر بإجابية لحياتك ونفسك.
- اطلب دعم الأصدقاء التواجد بجانب شخص داعم لك نفسيا أمر مهم جدًا عبر له عن ما لديك من مشاعر واحصل على المشورة والدعم.
- تفاعل مع المجتمع؛ التفاعل مع المجتمع يزيد من ما لديك من خبرات ومهارات في التعامل ويزيد من تقبل الآخرين لك بطريقة تخلصك من العقد النفسية.
- اعمل على إعادة تكوين مفهوم المظهر لديك؛ بعد القيام بجميع الأمور السابقة اعمل على إعادة تعريف المظهر وضع الطول كالأولوية تتسق مع المفهوم وقارن الأفكار القديمة بالجديدة حتى تعزز ما لديك من فكر جديد، وفي حال الوجود في موقف سلبي يجلب الأفكار السلبية حاول وقدر الإمكان أن تذكر نفسك بالطريق الجديد الذي تسير عليها فكريا.