من المعروف أنّ شهر رمضان المبارك يتقلّص فيه عدد وجبات الطعام تلقائيّاً، لكنّ هذا لا يعني ضرورة أن يخسر الفرد وزنه في هذا الشهر الكريم. فبعض الناس تناول الكثير من الطعام وخاصّة الحلويّات في فترة ما قبل الخلود إلى النوم وهذا بالتأكيد يؤثّر على وزن الإنسان.
قد يكون تخفيض الوزن في رمضان يسيراً وسهلاً إذا تتبّع الفرد بعض الخطوات مثل:
- تناول الفاكهة بدلاً من الحلويّات الرمضانيّة مثل القطايف.
- التقليل من كمّيّة السكّر الّتي يتمّ تناولها في الشاي أو القهوة أو العصير.
- تتبع التمارين الرياضيّة الّتي تساعد في إنقاص الوزن خاصّة ما بعد وجبة الإفطار فهي تساعد على حرق الدهون.
- يستطيع الفرد أن يتبع نظام غذائيّاً متكاملاً باستشارة الطبيب المختصّ بحيث يحدث تناسباً بين احتياجاته والأداء المطلوب منه.
- قد يبدو ذلك غريباً ولكنّ تقليل كمّيّة الوجبة الأساسيّة للإفطار وأضافت وجبة خفيفة ما قبل وجبة السحور تساعد كثيراً في إنقاص الوزن.
- أن لا ينقض الصائم على الطعام دفعة واحدة أو في فترات المزاج المعكّر (النكد والاكتئاب) لأنّ هذا لا يصبّ في صالحه أبداً.
لعلّ أهمّ طرق فقدان الشهيّة في رمضان هو تتبّع عادات صحّيّة صحيحة عند الإفطار، كأن نقوم بتناول القليل من الماء مع التمر ويمكن إضافة نوع من مشروبات الأعشاب الدافئة، ثمّ القيام للصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة تناول الوجبة الرئيسيّة فهذا يعمل على تهيئة المعدة والتقليل من كمّيّة الجوع إلى حد ما، فبالتالي لن يسمح هذا النظام لجسمك بالبدء بتحضير نفسه للطعام. ويا حبذا لو كانت الوجبة الرئيسيّة تحتوي على الحساءات كحساء الخضار مثلاً، وأن تحتوي أيضاً على السلطات الّتي تعطي فوائد للجسم فهي تعوّضه عمّا خسره من فيتامينات وطاقه في يومه.
ومن الأمور الّتي تساعد على التقليل من الوزن والتقليل من كمّيّة الطعام المتناول أيضاً هي الإرادة ويمكنني القول أنّها السبب الأساسيّ في نزول الوزن، فالشخص الّذي يعلم ما يحتاجه ولديه عزيمة وإرادة وإصرار لتحقيقه لن يفشل أبداً. فجميع الحالات الّتي نسمع أنّها خسرت عشرات الكيلوغرامات لم يكن الأمر سهلاً لها في البداية لكنّ إرادتها القويّة هي من أوصلها لما تريد ونطمح به. يستطيع الفرد أن يركّز عقله ونظره أيضاً على ممارسة هواية جديدة أو العبادة مثل الاستغراق في قراءة القرآن أو قضاء وقت طويل في الصلاة والعبادة وهذا يقلّص من الساعات الّتي يقوم بها الفرد في تناول الطعام بدلاً من أن يبقي محطّ أنظاره على الطعام فقط.
يساعد الابتعاد عن النشويّات مثل الخبز والمعكرونة مفيد جدّاً في تقليل الوزن وأيضاً التقليل من العصائر والسكّريّات مثل الهريسة والقطائف المغطّسة بالقطر والّتي تبقى مخزّنة في جسم الإنسان على شكل دهون. إنّ من الأمور الهامّة الّتي يجب على الإنسان الاهتمام بها هي تناول كمّيّة كافية من الماء فيجب شرب ما يعادل 8 إلى 10 أكواب ماء يوميّاً تعويضاً عمّا يفتقده جسم الإنسان خلال فترة صيامه. كما يجب الانتباه إلى كمّيّة الأطعمة المملّحة والمقليّة والّتي يستعمل فيها الزيوت والتوابل بكثرة.
إنّ من أهمّ الواجبات الّتي يجب مراعاتها في رمضان هي وجبة السحور، وذلك لأنّها تزوّد الجسم بالطاقة ليبدأ يومه بنشاط، وتساعد أيضاً بتقليل كمّيّة الطعام المتناول في وجبة الإفطار. فهي تقلّل من مقدار الشعور بالجوع إلى حدّ ما، وكما علّمنا رسولنا الكريم (صلّى الله عليه وسلّم) فإنّ تناول زبادي لبن مع تمر يساعد على إمداد الجسم بالطاقة والقوّة طوال اليوم ويشعر المعدة بالإمتلاء وهذا هو المطلوب في رمضان.
إنّ تناول الوجبات بشكل منتظم وفي أوقات محدّدة يساعد على تخفيف الوزن أيضاً، وكما قلنا تناول الأطعمة الّتي تحافظ على الحدّ من مستوى السكّر في الدم ويعود السبب لاحتوائها على نسبة جيّدة من الماء، وتعدّ الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل الحبوب الكاملة الشهيّة والخضار والفواكه والبقوليّات من أهمّ الأمثلة عليها.
وينصح الأطبّاء من الإكثار من المقبّلات والحساءات في وجبة الإفطار نظراً لكونها تساعد على فقدان الشهيّة وبناء على ذلك تؤدّي إلى تقليل السعرات الحراريّة، وتعمل السلطات نفس العمليّة تقريباً فهي تعمل على فقدان الشهيّة وتعطي للجسم حاجته من الفيتامينات وخاصّة الجزر والخيار والطماطم والخسّ والكرفس.
كما يساعد أكل الطعام بهدوء وبطء على تخفيف الوزن حيث يستغرق فترة الطعام ثلث ساعة تقريباً وبعدها يرسل الدماغ إشارة للشعور بالشبع. كما ويلعب الحليب دور فعّال في عمليّات فقدان الشهيّة، وذلك لأنّ منتجات الألبان قليلة الدسم تفقد الشهيّة. فهي غنيّة بالبروتينات الّتي تشعر الإنسان بالشبع، وأيضاً تناول الشوفان الّذي يحتوي على نسبة كبيرة من الألياف والفيتامينات والبروتينات، ومن ثم يقلّل الشهيّة ويعطي الجسم طاقة ويحافظ على صحّة الجهاز الهضميّ وينظّفه.