- بعد أن بني على المكان مسجد تمهد المسجد وبني مكانه مكتبة تعرف الآن بمكتبة مكة المكرمة، وبالتالي لا يوجد مكان للبيت بالضبط / وإنما المكان عبارة عن مكتبة كبيرة.
- وحتى لو أن المكان معروف فلا تشرع زيارته، لأن القدسية في ديننا ليست للأمكنة ولا للعدد ولا للمسميات وبالتالي فقد سكت القرآن الكريم عن بعض الأسماء وبعض الأماكن وعن بعض الأعداد، ليس نسيان ولكن لأنه لا فائدة من ذكرها للمسلم - فالعلم بهذه الأمور لا ينفع والجهل بها لا يضر .
- على الرغم من ذلك فإن بعض الأماكن التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاش بها تحظى باهتمام ورعاية كبيرة من قبل العلماء والفقهاء وحكام المسلمين، كغار حراء الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والروضة الشريفة التي هي موضع في المسجد النبوي واقع بين المنبر وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:
« ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي » ولا بد أنك لاحظت تسابق المصلين إليها في المسجد النبوي للصلاة والدعاء والذكر فيها ، ولأنها قطعة من الجنة وتذكر الجالس فيها بأنه يجلس في الجنة!!
- ومن هذه الأماكن المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب.
- ولد نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، وقد قيل بأنه ولد صلى الله عليه وسلم في دار تعرف بدار ابن يوسف، تقع في شرق الساحة الشرقية للمسجد الحرام من جهة الصفا بسوق الليل.
- وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها عندما هاجر لعقيل بن أبي طالب، فما زالت له حتى توفي، فباعها ابنه إلى محمد بن يوسف الذي يكون أخ الحجاج بن يوسف، فما كان منه إلا أن بنى داره التي تعرف بدار ابن يوسف وأدخل البيت في تلك الدار، حتى جاءت الخيزران ام الخليفتين موسى وهارون وجعلت من هذا البيت مسجدًا يصلى فيه، وأخرجته من تلك الدار.
- وقد ذكر الخوارزمي بأن في هذا المسجد موضع مثل التنور الصغير يقولون: إن هذا مسقط رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي المكان الذي ولد فيه.
- حازت هذه الدار على اهتمام حكام المسلمين على مر العصور، منهم الخليفة العباسي الناصر لدين الله، والملك المظفر يوسف الرسولي صاحب اليمن، ثم حفيده السلطان المجاهد، وغيرهم، وقد أعاد بناءها السلطان سليمان القانوني عام 935 هجري، ثم جدد عمارتها السلطان محمد خان بن مراد خان عام 1009 هجري.
- وفي عهد الملك عبد العزيز آل سعود هدم هذا المسجد وبنيت مكانه مكتبة عامة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه يكتب فوقها " مكتبة مكة المكرمة".
- والأهم من البحث عن المكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتعلم سيرته وسنته وتطبيقها في الواقع كمنهج حياة في جميع شؤون حياتنا - إذا فلا فوز لنا ولا نجاة ولا فلاح إلا من خلال القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم - لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (تركتُ فيكم أيُّها الناس، ما إنِ اعتصمتم به، فلن تضلُّوا أبدًا: كتاب الله، وسُنَّة نبيِّه) أخرجه الحاكم وصححه الألباني.