لا يوجد دليل يثبت أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم قد سمي (بالروضة) والدليل هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) فبقوله هذا فقد أخرج القبر من تسميته بالروضة.
- والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما- لم يدفنوا في المسجد كما يعتقد البعض، وإنما دفنوا في بيت عائشة.
- ولكن عندما توسعة المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك أدخل الحجرة في المسجد في آخر القرن الأول، ولا يعتبر عمله هنا في حكم الدفن في المسجد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لم ينقلوا إلى أرض المسجد، وإنما أدخلت الحجرة التي تم بها في المسجد من أجل التوسعة، فلا يكون في ذلك حجة لأحد على جواز البناء على القبور أو اتخاذ المساجد عليها أو الدفن فيها.
- أما لماذا يتسابق الناس إلى الروضة الشريفة للصلاة فيها؟ - لأنها قطعة من الجنة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) متفق عليه . .- وقد فسر الفقهاء والعلماء هذا الحديث وبينوا مكانة الروضة الشريفة فقالوا:
أنه من يدخلها سيشعر بالسعادة وتتنزل عليه الرحمة، وذلك بملازمة العبادة فيها.وأن العبادة فيها من أسباب الطريق لدخول الجنة.كما بينوا بأن هذه البقعة الشريفة هي جزء من الجنة، وبأنها ستنتقل يوم القيامة إليها.
يقول القاضي عياض رحمه الله: " قوله (روضة من رياض الجنة) يحتمل معنيين:
أحدهما: أنه موجب لذلك، وأن الدعاء والصلاة فيه يستحق ذلك من الثواب، كما قيل: الجنة تحت ظلال السيوف.
والثاني: أن تلك البقعة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها - ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :" قوله: (روضة من رياض الجنة) أي : كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر، لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم، فيكون تشبيها بغير أداة . أو المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة، فيكون مجازا . أو هو على ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقة، بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة.
- ومكان الروضة الشريفة هو شرق حجرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، ومن غربها يكون المنبر الشريف، وجنوبها جدار المسجد النبوي الذي يوجد به محراب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
- ويستحب الدعاء في الروضة الشريفة ، والإكثار منه والابتهال الى الله سبحانه وتعالى ولا يوجد دعاء مخصص في تلك البقعة الطاهرة.
- والأفضل أن يدعو المسلم بخيري الدنيا والآخرة - وخاصة يدعو ويلح في الدعاء في قضاء حاجاته وهمومه الدنيوية، وأن يصلح الله تعالى له نفسه وزوجه وأولاده وذريته من بعده ، وأن يتقبله في الصالحين، وأن يغفر له ذنوبه جميعها صغيرها وكبيرها سرها وعلانيتها، وأن يجعله من ورثة جنة النعيم، وأن يدخله الجنة برفقة النبي صلى الله صلى الله وسلم والصحابة والصالحين والشهداء والنبيين، وأن يجره من النار ويعتق رقبته ورقبة من يحب من النار.- وأن يدعو وهو موقن بالإجابة، وأن لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم، وليعلم أن دعاءه كله له خير - فالدعاء عبادة - وقد يستجيب الله الدعاء فورا أو قد يؤجله إلى وقته أو إلى يوم القيامة، أو قد يصرف عن صاحبه سوءا مقابل هذا الدعاء.
- ولا يجوز أن تدع وأنت مستقبل القبر الشريف ، ولكن ينبغي للمسلم أن يبتهل إلى الله تعالى بالدعاء أثناء الصلاة وفي السجود وبعد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابا بكر وعمر - رضوان الله تعالى عليهم - وان تكون مستقبلا القبلة، كما جاء عن ابن عمر وأنس بن مالك رضوان الله تعالى عليهم أنه ينبغي على المسلم إذا دخل الروضة الشريفة أن يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام ويقول السلام عليك أيها النبي فقد كان يفعل ذلك الصحابة رضوان الله عليهم .
- وكذلك من جاء بعدهم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام.) رواه أبو داود. ورواته ثقات.
- ومن آداب زيارة المسجد النبوي والروضة الشريفة بالذات أن لا يزاحم الناس ويؤذيهم في سبيل الصلاة في الروضة الشريفة، فالصلاة فيها ليست واجبا أو فرضا على المسلم ، إنما هي من المستحبات شرط عدم الازدحام وإذاء الآخرين.
- كما ينبغي لمن يدخل الروضة الشريفة أنلا يطيل فيها بالصلاة الدعاء ، وليفسح المجال لغيره من المصلين الذين ينتظرون لدخولها ليصلوا كما صلى هو .