ما هو حكم الشرع في الزوج الذي يمنع أهل زوجته من زيارة بيتها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

 
اختلف الفقهاء في منع الزوج من زيارة أهلها لها على عدة أقوال منها :

1- أما مذهب الحنابلة والمالكية قالوا :  بعدم الجواز وهو الصحيح عند الحنفية.

2- مذهب الشافعية وبعض الحنفية قالوا :  بجواز المنع مع الكراهة.

- والراجح من أقوال أهل العلم : أنه لا يجوز للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها في بيتها، إلا إذا ترتب على ذلك ضرر محقق يتأذى منه الزوج ، وفساد العلاقة الزوجية بينهما .
- فإذا ترتب على زيارتهما لها ضرر فيحق له منعهم من الزيارة ، ولكن لا يحق له منعها من الاتصال مع أهلها والاطمئنان عن صحتهم .

- فكما بينا أقوال العلماء في ذلك نلاحظ أن الرأي ينحصر ما بين الكراهية والمنع وبين عدم الجواز .
فالأولى والأفضل أن لا تقابل السيئة بمثلها ولكن تقابل بالحسنة والإحسان وبالعفو والصفح، وأن يسمح الزوج لأهل زوجته بالدخول إلى بيته والعكس أن تذهب ابنتهم لزيارتهم 

وينبغي أن نتخلق ونتحلى بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم  وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها  عن خلق رسولِ الله فقالت:( لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح) . رواه أحمد والترمذي 

وكما بين لنا القرآن الكريم  بأن الحسنة لا تستوي مع السيئة  فقال الله سبحانه:( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).سورة فصلت آية :34

ويجوز للزوج أن يمنع أهل الزوجة من دخول بيتها إن خاف أن يتسبب في خلاف ونزاع بين الزوج وأهلها أو أن يقوموا أهلها بالتحريض وأن يتسببوا بخلافات ونزاعات بين الزوجة والزوجة، فلا حرج  من منعهم  للزيارة دفعا للضرر الحاصل من دخولهم للبيت ، 

-وينبغي أن يتذكر الزوج أن الإصرار على القطيعة والهجر محرم ولا يجوز  وخصوصا من تجمعهم علاقة رحم أو مصاهرة، كأهل الزوجة  وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه  قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض ‏هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.) رواه البخاري.
-وعليه نقول للزوج قبل أن يتخذ هذا القرار أن يبادر إلى الصلح وإصلاح ما بينه وبين أصهاره وأن يمتثل لقول الله تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ. سورة الأنفال آية :1} 
وأن يعلم بأن أفضل الأعمال هي إصلاح ذات البين  لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.) رواه الترمذي وصححه الألباني.
-ولأن علاقة الزوجين قائمة على أساس المودة والرحمة، كما جاء في كتاب الله تعالى  قال تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة) سورة الروم آية :21
-ينبغي للزوج أن يتسامح مع زوجته وأهلها  من باب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولتستمر الحياة بينهم بحب ومودة  فالحياة الزوجية لا تستمر على نسق سليم إلا بشيء من المسامحة والتنازل من كلا الطرفين،
-وخلاصة القول نقول مع  مراعاة لقواعد الشريعة العامة التي تدعو إلى صلة الأرحام، والحفاظ على العلاقات الأسرية، ودوام الصلة والمودة، فإن الراجح من أقوال أهل العلم -والله أعلم- أنه لا يجوز للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها في بيته إلا إذا ترتب على زيارتهما الضرر للزوج  -والله أعلم