السيدة أسماء بنت أبي بكر هي أخت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وزوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه، وأم الصحابيين عبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير رضي الله عنهما، وكانت من أوائل الذين أسلموا، وآخر المهاجرات وفاةً.
- روت السيدة أسماء بنت أبي بكر: (تزوجني الزبير وماله شيء غير فرسه فكنت أسوسه وأعلفه وأدق لناضحه النوى وأستسقي وأعجن وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوماً والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر فدعاني فقال: (أخ. أخ، ليحملني خلفه فاستحييت وذكرت الزبير وغيرته قالت: فمضى. فلما أتيت أخبرت الزبير فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقتني) رواه البخاري
- فمن شدة عناية السيدة أسماء بزوجها وصبرها معه وتقديرها لزوجها أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما لقيها وهي تحمل النَّوى عرض عليها أن يحملها على دابته تخفيفًا عنها، لكنها اعتذرت له لأنها كانت تعلم أن زوجها يغار عليها،
فأخبرت الزبير رضي الله عنها، فقال لها: (والله، لحَملُكِ النَّوى كان أشدَّ عليَّ من ركوبِك معه)
- قال ابن حجر في فتح الباري بأن قول السيدة أسماء ليحملني خلفه ظن منها: كأنها فهمت ذلك من قرينة الحال، وإلا فإنه من المحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم أراد أن يركبها وما معها ويركب هو شيئاً آخر غير ذلك،
وقولها: فاستحييت أن أسير مع الرجال، هذا بناء على ما فهمته من الارتداف وإلا فعلى الاحتمال الأخير ما تتعين المرافقة.
- وقد استدل بعض أهل العلم على ذلك بجواز ارتداف المرأة خلف الرجل في مواكب الرجال كما ذكر ابن حجر عن المهلب.
- ومن المعروف بأن السيدة أسماء رضي الله عنها أنها عاشت حياة خَشِنَةً بعد زواجها من الزبير بن العوام رضي الله عنه؛ لأنه كان فقيرًا ولا يملك غير فرسه، وكان في طبعه الشدة وكان يغار عليها غيرة شديدة، فكانت السيدة أسماء رضي الله عنها تعتني بالفرس وتعلفه وتدق النوى وتحمله على رأسها مسافة طويلة من أرض الزبير رضي الله عنه التي أقطعها له رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والله أعلم.