ما هو حكم قراءة القرآن الكريم معكوساً

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 إذا كان قصد السائل أن يقرأ القرآن من آخر السورة إلى أولها أو أن يختم القرآن الكريم من آخره إلى أوله فهذا لا يجوز وهو محرم، داخل الصلاة وخارجها.

- والحكمة من التحريم: لأنه يُذهب إعجازه ويُزيل حكمة الترتيب.

- وقال بعضهم بجواز ذلك في حالتين :
1- في التعليم: لأنه يقع متفرقًا، ولأنه أسهل للتعليم.
2- اثناء الاختبار  والحفظ والتسميع: يعني إذا أردت أن اختبر شخص متقن للحفظ 100% فيجوز لي أن أختبرة أن يقرأ بالتنكيس لبعض الآيات.
- ويمكنك أثناء الحفظ أن تبدأ بحفظ الآية الخامسة مثلا، ثم تحفظ الآية الرابعة، ثم إذا أردت أن تقرأهما معا : تقرأ الرابعة ثم الخامسة، أي من غير تنكيس، وهكذا إذا حفظت الآية الثالثة، وأردت قراءة ما حفظت، فتقرأها مرتبة من غير تنكيس، فتقرأ الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة، فهذا لا حرج فيه ، ويفعله بعض المعلمين ويرون أنه أجود للحفظ.

-وقال أهل العلم: أن تنكيس السور مكروه، بينما تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعة واحدة محرم ويبطل الصلاة  لأنه أصبح ككلام أجنبي.
-
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله في المغني: والمستحب أن يقرأ في الركعة الثانية بسورة بعد الثورة التي قرأها في الركعة الأولى في النظم لأن ذلك هو المنقول عن النبي صلى الله عليه و سلم .
  
 - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه سئل عمن يقرأ القرآن منكوسا فقال: "ذلك منكوس القلب "
- وعليه :
فلا يجوز لك أن تقرأ آيتين متصلتين على وجه التنكيس، كما لا يجوز لك أن تنكس في الكلمات.

- والسنة أن تتم قراءة السور والآيات القرآنية بالترتيب وبالترتيل، قال الله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) سورة المزمل 4 .
والترتيل : هو قراءة القرآن بتجويده ، وتعلم أحكام التجويد واجب لمن يقدر عليه.

 - فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران). رواه مسلم.
-ولا يجوز للمسلم بأن يقرأ القرآن ويلحن فيه .
- واللحن نوعان : اللحن الجلي واللحن الخفي :
1-  فما كان من اللحن الجلي الذي يتعلق بمبنى الحرف ومعناه، فلا تجوز القراءة به .
2- وأما اللحن الخفي فليس كل واحد يعرفه، أو يستطيع أن يقف عليه، ولا يتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على قارئه لما فيه من حرج عظيم.

-ومن خلال النصوص السابقة فأجر قراءة القرآن بدون أحكام التجويد ليس كأجر قراءته بأحكام التجويد كاملة. فنعم يكون أجرها ناقص، وفي هذا القول تحفيزاً للجميع أن يتعلموا أحكام التجويد.
- أما إذا كان أعجمياً أولا يستطيع تعلم أحكام التجويد لأي سبب من الأسباب فلا حرج عليه ولا ينقص أجره، والله تعالى أعلم .

- والخلاصة:  
1- يكره تنكيس السور: مثل أن يقرأ {سورة الشرح} ثم بعدها {سورة الضحى} في ركعة أو ركعتين، لما روي عن ابن مسعود فيمن يقرأ القرآن منكسا، قال: ذلك منكوس القلب، وعنه: لا يكره اختاره غير واحد لقراءته عليه الصلاة والسلام النساء قبل آل عمران، واحتج أحمد بأن النبي صلى الله عليه وسلم تعلمه على ذلك ولأن ترتيبها بالاجتهاد في قول جمهور العلماء، فيجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة، ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ودلت السنة على أن لهم سنة يجب اتباعها.

2- يحرم تنكيس الآيات: لأن ترتيب الآيات توقيفي قد وضعها صلى الله عليه وسلم وفقاً للوحي جبريل عليه السلام، ولأنها تخالف النص وتغيير المعنى، فترتيب الآيات واجب، لأن ترتيبها بالنص إجماعا، وفي الفروع، ودليل الكراهة فقط غير ظاهر، والاحتجاج بتعليمه فيه نظر، فإن كان للحاجة، لأن القرآن كان ينزل بحسب الوقائع.