ما هي أنواع اللحن في تلاوة القرآن الكريم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
اللحن: هو الخطأ في تلاوة القرآن الكريم.
وينقسم إلى قسمين"

القسم الأول:
اللحن الجلي وهو عبارة عن خطأ يطرأ على اللفظ، فيخلُّ بالكلمة، سواء أخل بالمعنى أم لم يخلَّ. ويكون هذا اللحن في الكلمات والحروف والحركات والسكنات.
وسمي جليًّا؛ لأنه ظاهر يشتركُ في معرفته علماء القراءات وغيرهم.

 ومن أمثلة اللحن الجلبي:
1- الخطأ في إبدال حرف مكان حرف: كإبدال الضاد من: ﴿ الضالِّين ﴾ بظاء، وكإبدال الذال من (الذين) بزاء.

2- الخطأ في الكلمات: مثل: الخطأ في قوله والله غفور رحيم، بدل: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ أو العكس.

- وبخصوص حكم هذا النوع من اللحن: فإذا كان في سورة الفاتحة أثناء الصلاة وهي ركن من أركان الصلاة، وخلّ بالمعنى فإنه يُبطِل الصلاة بلا خلاف، وإن لم يخلَّ بالمعنى فالفتوى على أنه لا يبطل الصلاة، ولكن مع الإثم.

 - أما إذا كان في غير الفاتحة، فلا تبطل به الصلاة، سواء أخلَّ بالمعنى أم لم يخل، إلا إذا كان متعمدًا، ولكن مع الإثم أيضًا.

 
القسم الثاني: اللحن الخفي وهو خطأ يطرأ في أحكام التجويد، وسمي خفياً لأنه لا يعرفه سوى المتخصصين بعلم التجويد أو المطلعين عليه.

 وهو نوعان: النوع الأول: يعرفه غالب القراء: كترك الإدغام في مكانه، والإظهار، والإقلاب، والإخفاء، وترقيق المفخَّم، وتفخيم المرقَّق، وتخفيف المشدَّد، وتشديد المخفَّف، وقصر الممدود، ومد المقصور، وترك الغُنَّة، وغنة ما لا غنة له، وغير ذلك مما هو مخالف لقواعد التجويد. 

والنوع الثاني: لا يعرفه إلا المَهَرة من المُقرِئين؛ كتكرير الراءات، وترعيد الصوت بالمد والغنة، وزيادة المد على مقداره أو إنقاصه، وتطنين النونات، والزيادة أو الإنقاص من مقدار الغنة، وغير ذلك مما يخل باللفظ ويذهب برونقه. -ويكون هذا اللحن كثيراً في عدم مراعاة توالي الحركات، ومن أمثلتها:

1- كلمة (تأويله): حيث معناها من التأويل، فتؤدَّى بطريقة تكون من الإيواء.

2- كلمة (وازدجرْ): حيث الحرف الأخير مخفَّف، فيؤدي بطريقة تُوهِم أنه مشدد.

3- كلمة: (سُلَّمًا) حيث الكلمة موصولة من السُلَّم، فتؤدَّى بطريقة تُوهِم أنها مفصولة؛ سل ما.

4- كلمتي: (وساء لهم): حيث "ساء" مفصولة عن "لهم"، فتؤدَّى بطريقة تُوهِم أنها موصولة من المساءلة.

5- كلمتي: (ويسِّر لي) حيث "يسر" مفصولة عن "لي"، فتؤدَّى بطريقة تُوهِم أنها موصولة.

6- كلمتي: (لا هو) حيث "إلا" مفصولة عن "هو" فتؤدَّى بطريقة تُوهِم أنها موصولة.

قال الله تعالى: (لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) سورة النحل (103)

عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب: أن الذي ذكر الله إنما يعلمه بشر، إنما افتتن إنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَمِيعٌ عَلِيمٌ أو عَزِيزٌ حَكِيمٌ وغير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: أعزيز حكيم، أو سميع عليم، أو عزيز عليم؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ ذلك كتبت فهو كذلك، ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا يكل ذلك إليّ، فأكتب ما شئت، وهو الذي ذكر في سعيد بن المسيب من الحروف السبعة.

- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل من قرأ كتاب الله تعالى مجوداً حيث أخذه من خلال التلقين والعرض من جبريل عليه السلام، قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) {القيامة: 18}.

- قال ابن كثير في التفسير: أي: إذا تلاه عليك الملك عن الله (فاتبع قرآنه) أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك".

- ثم أخذوه الصحابة رضوان الله عليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم أفضل البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن الكريم وفق مخارجه وصفاته وتجويده. وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرؤه على أصحابه؛ يمد الحروف، ويحسنها، حتى قالت حفصة: كان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. أخرجه مسلم، وغيره.

- وقد ورد في الحديث الصحيح عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها" الحديث رواه الطبراني، وغيره، وتكلم بعض أهل العلم في سنده، ولكن العمل عليه.

- وحكم تعلم علم التجويد (نظرياً) فرض كفاية على المسلمين.

- بينما حكم تطبيقه أثناء التلاوة (عملياً) واجب على كل مسلم ومسلمة.

- وعليه: فإنه لا خلاف في أن الاشتغال بعلم التجويد فرض كفاية، أما العمل به، فقد ذهب المتقدمون من علماء القراءات والتجويد إلى أن الأخذ بجميع أصول التجويد واجب يأثم تاركه. لقول الله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) {سورة المزمل: 4}.