القصة هي: كما يرويها (كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين) للشيخ النبهاني يقول فيه: رؤيا لسيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه:
يقول أبو الحسن الشاذلي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته:
يا رسول الله صلاة الله عشراً لمن صلى عليك مرة غافلاً أم حاضر القلب؟
فأجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم: صلاة الله عشراً لمن صلى علىَّ مرة غافلاً وله مثل الجبال ملائكة تستغفر له.
أما من صلى علىَّ مرة حاضر القلب فلا يعلم ثوابها إلا الله.
- وهذه القصة لم يثبت أنها صحيحة، لأنها تخالف نصاً صريحاً وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا) رواه مسلم.
- فلم يحدد أو يشترط النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه بحضور قلب أم لا. كما أن الحديث فيه مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مطلقًا، فكلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (واحدة) جاءت مطلقة سواء بحضور قلب أم بقلب غافل.
- كما أن هناك قصة أخرى ترويها كتب الصوفية والتي (تنطوي على مخالفة صريحة لعقيدة الإسلام وللكتاب والسنة)، ففي كتاب (درَّة الأسرار): "أنه لما قدم أبو الحسن الشاذلي المدينة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه، عريان الرأس، حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ [الأحزاب: 53] فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: يا علي، ادخل ". وهذا مخالف للعقيدة. ويقول عن نفسه: "لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة" وهذا ادعاءٌ لعلم الغيب وشرك بالله تعالى
- وأبو الحسن الشاذلي هو: علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف، أبو الحسن الشاذلي، المغربي، الزاهد، المتوفى: 656 هـ، نزيل الإسكندرية، وشيخ الطائفة الشاذلية، انتسب في بعض مؤلفاته في التصوف إلى علي بن أبي طالب... وهذا نسب كان الأولى به تركه، وترك كثير مما قاله في تواليفه من الحقيقة.
- وهو رجل كبير القدر، كثير الكلام، عالي المقام، له شعر ونثر فيه متشابهات وعبارات، يتكلف له في الاعتذار عنها، ورأيت شيخنا عماد الدين قد فتر عنه في الآخر، وبقي واقفا في هذه العبارات، حائرا في الرجل، لأنه كان قد تصوف على طريقته، وصحب الشيخ نجم الدين الأصبهاني نزيل الحرم، ونجم الدين فصحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشاذلي.
- وكان الشاذلي ضريرا، ولخلق فيه اعتقاد كبير، وكان مالكيا، وشاذلة: قرية بإفريقية قدم منها، فسكن الإسكندرية مدة، وسار إلى الحج وحج مرات، وكانت وفاته بصحراء عيذاب وهو قاصد الحج، فدفن هناك في أوائل ذي القعدة، وكان القباري يتكلم فيه، رحمهما الله. انظر تاريخ الإسلام للذهبي.
أما سبب تسميته بالشاذلي: فلم نجدها في كتب التراجم المعروفة، وإنما ذكرها بعض المتأخرين بغير سند ولا إسناد!! فقال الدكتور عبد الحليم محمود: وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة، نذكر ما حكاه - رضي الله عنه - فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال: قلت: يا رب؛ لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي؟ فقيل لي: يا علي؛ ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشاذ لي - بتشديد الذال المعجمة - يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي. من كتاب المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي.