هل التكنولوجيا خطيرة؟

1 إجابات
profile/ميمونة-الخصاونة
ميمونة الخصاونة
مهندسة حاسوب، خبرة في جودة اجهزة المختبرات
.
١٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سؤال كبير جداً..

وهو بوابة لسؤال آخر، هل بدأت التكنولوجيا خطيرة؟

بمعنى هل كان الهدف الأول وراء التكنولوجيا هو خدمة الإنسان، وحتى أكون أكثر تحديداً، هل وُجدت التكنولوجيا أساساً لخدمة البشر وتسهيل حياتهم؟

يحضُرني وأنا أجيب عن هذا السؤال، أن أذكر مثالاً مهماً عن التكنولوجيا، وهو تكنولوجيا الطاقّة النووية، هذا إذا افترضنا أن مفهوم "التكنولوجيا" لا يقتصر فقط على تكنولوجيا المعلومات، حيث أن التكنولوجيا تُعد مفهوماً واسعاً وشاملاً، يضم العديد من فروع العلم والمعرفة.

كان هناك تنافس شديد بين الدول العُظمى آنذاك من أجل دعم وتشييد مراكز البحث العلمي بهدف اكتشاف السر وراء معدن اليورانيوم وتخصيبه، والتطبيقات المُمكنة للاستفادة من الطاقة الهائلة الناتجة عن التفاعل النووي.

بدأ الأمر سلمياً، حتى قام عالمان بريطانيان بكتابة مُذكّرة من ثلاث صفحات تتحدث عن فكرة القنبلة النووية، ومقدار القوة المتوقعة من انفجار بضعة كيلوغرامات من هذه المادة المُشعة، وقامت بريطانيا بتشكيل هيئة علماء، وأصدرت هذه الهيئة تقريرين، أحدهما كان عنوانه" استخدام اليورانيوم في صناعة قنبلة" أما الآخر فكان عن كيفية الاستفادة من الحرارة العالية الناتجة عن التفاعل في تبخير الماء وتوليد الطاقة الكهربائية، وبسبب انشغال العالم بالحرب العالمية الثانية وقتها تمّ إهمال التقرير الثاني وانصبّ الاهتمام الأمريكي على صناعة القنبلة الذرية، للانتقام من الهجوم الياباني، والذي أدى إلى كارثتي هيروشيما وناغازاكي.

هذا مثال على ما يمكن أن تحمله تكنولوجيا معينة من خطر كبير وفائدة عُظمى في آنٍ معاً، وأننا نحن أصحاب القرار في ذلك، ونحن من يتحمّل العواقب.

مخاطر التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية

توفر التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية وقتنا من خلال مساعدتنا على أداء مهامنا اليومية بشكل أسرع وزيادة ذكاءنا. حيث أصبح من السهل جدًا الوصول إلى المعلومات ذات الصلة في أي وقت وفي أي مكان. هذا ممكن بسبب التقنيات الحديثة مثل الإنترنت واسع النطاق، يتم نشر الكثير من البيانات وفهرستها عبر الإنترنت.

يعتقد حوالي 35٪ من السكان أن التكنولوجيا تؤثر على المجتمع ومزاج الناس وأفعالهم بطريقة سلبية. ونتيجة لذلك، يصبح الناس أكثر كسلاً ولا يشعرون بالحاجة الجادّة إلى الخروج من منازلهم للعثور على الترفيه والمرح مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء.

في الوقت الحاضر، يعتمد الناس بشكل مفرط على التقنيات الحديثة مثل السيارات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وما إلى ذلك. إذا فشلت أي من هذه المعدّات أو الآلات أو الأدوات التقنية في الأداء، فإنهم يشعرون بالعجز. أصبحنا أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا لدرجة أننا لا نستطيع حتى القيام بمهامنا اليومية بدون التكنولوجيا.

ويقضي الناس في الوقت الحاضر وقتًا أطول في ممارسة ألعاب الفيديو، وتعلم كيفية استخدام التقنيات الحديثة الجديدة، واستخدام الشبكات الاجتماعية، وهم يتجاهلون حياتهم الحقيقية وتتزايد العزلة الاجتماعية اليومية.

أما بالنسبة للوظائف التي اعتاد البشر القيام بها، فقد استحوذت التكنولوجيا بالفعل على أكثر من 90٪ منها. هناك بعض التقنيات التي يمكنها القيام بالعمل الشاق بشكل أسرع وأسهل وستكون التكلفة أقل، وقد يكون هذا هو السبب في أن يصبح الناس عاطلين عن العمل ويغيرون مستوى الحياة لبعض الناس.

يمكن أن يكون لاستخدام التكنولوجيا أيضًا نتائج سلبية على الصحة الجسدية مما يتسبب في مشاكل في الرؤية وفقدان السمع وإجهاد الرقبة أو ما إلى ذلك.


المصدر: tech.af