1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
2- أبيّ بن كعب رضي الله عنه.
3- معاذ بن جبل رضي الله عنه.
4- سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "استقرئوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم، مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، قال: لا أدري بدأ بأبي، أو بمعاذ بن جبل" أخرجه بخاري ومسلم.
- والحكمة من تخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم ما يلي:
1- لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه.
2- ولأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده؛ فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم، لا أنه لم يجمعه غيرهم.
- فعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو أول من جهر بالقرآن الكريم بين جموع قريش! وهو من السباقين للإسلام فكان سادس ستة دخولا في الإسلام، وقد هاجر الهجرتين.
- فعن عبد الرحمن بن يزيد قال سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد) أخرجه إبن حبان .
- أما الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزارة علمه!
فعن أبي بن كعب- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". قال: فضرب في صدري وقال: "والله ليهنك العلم أبا المنذر". أخرجه مسلم.
-وأما معاذ بن جبل - رضي الله عنه - فهو أعلم الناس بالحلال والحرام .
- ويكفيه فخراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعلن وأفصح له أنه يحبه ، ففي الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بيدي، فقال لي: "يا معاذ، والله إني لأحبك". فقلت: بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك. قال: "يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعَنَّ أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
- وأما سالم مولى أبي حذيفة كان عاماً وعارفاً بالقرآن الكريم ومختصاً بالبحث فيه .
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أبطأت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بعد العشاء"، أي: تأخرت في الحضور عنده صلى الله عليه وسلم في بيت النبوة، وهو في ناحية المسجد، "ثم جئت، فقال: أين كنت؟" قالت عائشة رضي الله عنها: "كنت أستمع قراءة رجل من أصحابك لم أسمع مثل قراءته وصوته من أحد"، أي: سمعت قراءته للقرآن، وفيها من الجودة ما لم أسمع مثله من أحد، قالت: "فقام وقمت معه حتى استمع له"، أي: قام النبي صلى الله عليه وسلم لينظر من هذا الذي يقرأ "ثم التفت إلي، فقال: هذا سالم مولى أبي حذيفة"، وهو سالم بن معقل، وقيل: سالم بن عبيد بن ربيعة، يكنى أبا عبد الله، وهو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي. وهو من فضلاء الصحابة والموالي وكبارهم، أعتقته مولاته ثبيتة- وقيل: عمرة، وقيل: سلمى، وقيل غير ذلك- بنت يعار بن زيد الأنصارية، وكانت من المهاجرات الأول، ومن فضليات الصحابيات، وهي امرأة أبي حذيفة، فلما أعتقت سالـما والى أبا حذيفة؛ فقيل: سالم مولى أبي حذيفة.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا"، وذلك لما له من بالغ الأثر في نفعه للأمة.