كانت هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة إلى المدينة المنوّرة في السابع والعشرين من شهر صفر في السنة الرابعة عشر من البعثة أي بعد مكوث النبي صلوات الله وسلامه عليه ثلاث عشر سنة في مكة المكرمة يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وحده ونبذ ما هم عليه من الكفر والضلال وعبادة الأصنام.
أما وصوله إلى المدينة المنورة التي تشرفت بقدومه وتنوّرت بحلوله فكان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ولهذا التاريخ دلالة عظيمة وخاصة فهو نفس اليوم الذي قد ولد فيه رسول الله ونفس اليوم الذي انتقل فيه إلى الله تعالى.
وكان الإذن الإلهي بالهجرة قد أتى بواسطة الوحي بعد أن اشتد إيذاء المشركين للنبي وأصحابه حتى أنهم قد تآمروا على قتله فأخبره جبريل عليه السلام بالمؤامرة ونجّاه الله تعالى بعنايته منهم وحفظهُ مع صاحبه الصدّيق في طريق هجرته حتى وصل إلى المدينة بأمانٍ وسلام فاستقبلهُ أهلها بالفرح والبشارة وبطلعَ البدرُ علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.