هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه إلى المدينة كانت بأمر الله تعالى ووحيه إذ قد أذن الله لهُ بالهجرة بعدما ما لاقى هو وأصحابه الذين آمنوا به وبرسالته السماوية ما لاقوه من التضييق والعذاب. فكان لا بدَّ من إيجاد مكان يكون النواة لانطلاقة الدعوة إلى كل أرجاء العالم أي مقراً دائما لدولة الإسلام .
فلم يكن من الممكن آنذاك أن تكون مكة هي مقرّ الدعوة لأنَّ السيادة والسلطة فيها كانت لقريش التي بذل ساداتها كل ما بوسعهم لمحاربة النبي في دعوته وصدّ الناس عن اتباعه والإنتساب لدينه.
وقد كانت المدينة المقرّ الأنسب للدعوة المحمدية كونها بعيدة عن مكة وقد أسلم العديد من أهلها وآمنوا بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبايعهُ بعضهم شخصيا في بيعة العقبة الأولى والثانية. كما أنها كانت تقع على طريق القوافل التجارية فاكتسبت بذلك أهمية بالغة ومكانة اقتصادية عالية.