ما هي صلة الرحم الواجبة على المرأة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
النصوص الآمرة بصلة الرحم والنهي عن قطعها وجعل ذلك من كبائر الذنوب معروفة مشهورة في الشريعة ومنها : 
 
قال تعالى "  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " {النساء:1} 

قال تعالى  " وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ"  {الرعد:21}

وحذر القران من قطيعة الرحم فقال تعالى " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " {محمد:22، 23}

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَن سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه." 

وفي الحديث الآخر " إنَّ اللهَ تعالى خَلق الخلقَ ، حتَّى إذا فرغَ مِن خلْقِه قامتِ الرَّحِمُ ، فقال : مَهْ ؟ قالَت : هذا مَقامُ العائذِ بكَ من القَطيعةِ ، قال : نَعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ من وصلَكِ ، وأقطعَ مَن قطعَكِ ؟ قالَت ؟ بلَى يا ربِّ ! قال فذلكَ لكِ " . 

وهذه النصوص الآمرة بصلة الرحم تشمل الرجال والنساء ولكن كل بما يليق به وما يناسب حاله ،فليست صلة الرحم مقصورة على الرجال .

أما صلة الرحم الواجب صلتها سواء على الرجال أو النساء فقد اختلف العلماء فيها: 

-فقيل أنها الرحم المحرم فقط .
-وقيل أنها تشمل الأقارب عموما سواء يرثون أو لا يرثون محرمين أوغير محرمين .

ولا شك أن الأولولية هي للرحم المحرم ثم تتسع الدائرة لما بعدها بحسب الوسع والطاقة.

أما طريقة صلة الرحم على المرأة فلا يلزم منها خروجها لزيارتهم وحضورها بيتهم ، بل يكفي الاتصال معهم والسلام عليهم وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم ،وإرسال الهدايا لهم ،والمباركة لها بمناسباتهم ،ومساعدتهم في مصائبهم ، والاستغفار لهم والدعاء لهم .

 قال القاضي عياض: "وللصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله لا يسمى واصلاً" .

قال النووي رحمه الله :
" صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول ؛ فتارة تكون بالمال ، وتارة تكون بالخدمة ، وتارة تكون بالزيارة ، والسلام ، وغير ذلك " 

والله أعلم