ربما قد سمعت سابقًا عن التلاعب النفسي هذا والذي يحدث أن يظهر كثيرًا في العلاقات العاطفية بشكل عام. أما عن تعريفه فهو أشبه بأن يكون طريقة تعنيف نفسي أو سوء معاملة تظهر في العلاقات المؤذية والغير صحية. والذي يحدث فيه أن يقوم أحد الطرفين بالتأثير على الطرف الآخر والتلاعب به لدرجة تجعله يشكك في أفكاره وما يجري من أحداث حوله، وما يحمل من ذكريات ماضية. ويحدث أن يصل سوء الأمر لأن يصبح الطرف الآخر شكّاكاًا حول صحته العقلية بشكل كبير.
أحيانًا ما يكون التلاعب النفسي أمرًا غير مقصودًا تمامًا، إلا أنه ما زال يعتبر غشًا وخداعًا. وهو منتشر كثيرًا في أغلب أنواع العلاقات، لكن الأكثر التأثيرًا تلك التي تكون في العلاقات العاطفية، والتي تبدو نتائجها أكثرًا تدميرًا وخرابًا.
من المهم أن يتمكن أي فرد من تمييز العلاقة التي هو جزء منها، وأن يعي هذا الأمر وهذا الداع حتى لا يكون ضحية ضعيفة لأمر كهذا. لذا سأحدثك عن العلامات التي تأكد لك أنك تتعرض للتلاعب النفسي حتى تتمكن من النجاة بأقل الخسائر. أما عن المصدر فهو كتاب الدكتور روبين ستيرن والذي يحمل عنوان (تأثير الأضواء الخافتة: كيف تكتشف التلاعب الخفي الذي يمارسه الآخرون للسيطرة على حياتك وتنجو منه؟)، وفيه يعرض العديد من العلامات التي تستطيع تحديدها بنفسك وحماية ذاتك من التلاعب.
● غالبًا ستشعر أنك لم تعد كما اعتدت أن تكون سابقًا.
● ستتراجع ثقتك بنفسك عن ما سبق، وسيملأ القلق أفكارك.
● سوف تبدأ بالاعتقاد أنك تفرط في حساسيتك تجاه الكثير من الأمور.
● ستعتقد دائمًا أنك مخطئ في كل ما تفعله.
● ستلقي اللوم على نفسك عند حدوث كل مشكلة بينك وبين شريكك أو أيما كان الطرف الآخر.
● شعورك الدائم بالرغبة بالاعتذار.
● عدم قدرتك على التحكم بشعورك الذي لا يتوقف أن يخبرك بأن هنالك أمرًا غير طبيعيًا يحدث.
● تفكيرك في كل تصرف يصدر عنك تجاه الطرف الآخر في حين أن هذه الأمور عليها أن تكون عفوية ببساطة.
● ستكرر الكثير من الأعذار وخلق المبررات لشريكك في كل مرة.
● ستختبئ من مواجهة الأشخاص حولك، ولن تطلع أحدًا على ما يجري معك.
● ستشعر بالكثير من العزلة والابتعاد عن كل أولئك الأشخاص كالأصدقاء والعائلة.
● ستجد أنك غير قادر على أخذ أي قرار مهما كان بسيطًا بسهولة كما في السابق.
● لن تعود للشعور بذات الشغف والمتعة وأنت تمارس نشاطاتك التي كانت تسعدك كثيرًا سابقًا، وسيتزايد الشعور باليأس.
من أهم الأمور التي سوف تساعدك على تخطي هذا الأمر هو معرفة حالتك، وتحديد سوء العلاقة التي أنت جزءٌ منها. ثم عليك أن تعترف بهذه الحالة لشخص مختص؛ كطيب نفسي أو مرشد نفسي أو أي صاحب اختصاص بإمكانه أن يقدم لك المشورة والنصيحة قبل أن يتدهور حالك بشكل أكبر مما هو عليه. وأولئك وحدهم من يستطيعون مساعدتك على تحديد الحقيقة، وشرح ما يجري معك، وكيفية تخطي الأمر بخسائر أقل. ثم يأتي دور الوقت الذي سيعيد إليك ثقتك بنفسك كما عهدتها، وسيكون درسًا قاسيًا يعلمك الكثير مستقبلًا.
[1]