للأهمية الكبيرة للثقة بالنفس في جميع جوانب حياتنا يعتقد معظمنا أن وراءها سر كبير وعظيم نجهله؛ وبالحقيقة أكبر سر بإمكانك إيجاده في الدراسات التي تجرى عن موضوع الثقة بالنفس والأشخاص الذين يتمتعون بها هو أن الثقة بالنفس
سلوك مكتسب، أجل السر بهذه البساطة!.
الثقة بمفهومها العام تعني الإيمان والاعتماد الموجه تجاه العالم والأشخاص؛ ومنه ندرك أن الثقة بالنفس هي الإيمان والاعتماد الفرد على
نفسه في قيامه بالأعمال والأقوال وما داخلها من أفكار وقدرات. لكن في بعض الأحيان نفتقر فكرة إيماننا بقدرتنا على القيام ببعض الأعمال، وفي هذه الحالة نستطيع
عكس مفهوم الثقة بالنفس بحيث نقوم ببعض الأعمال والسلوكيات التي تحفز إيماننا بذواتنا.
ووجد الكثيرون أن الأمور التالية
تحفز الثقة بالنفس لديهم:
1) كن شجاعًا: فإذا كانت الثقة بالنفس تتعلق بالأمور التي تدركها وتعرفها؛ الشجاعة هي قيامك بالأمور المجهولة والمخيفة، فالشجاعة تحل مكان الثقة بالنفس عندما نفتقرها. كن شجاعًا بما يكفي لتحدي الحدود التي وضعتها لنفسك، وللقيام بالأمور مجهولة النتيجة.
2) تحكم في أفكارك: فالعقل يتبع الأفكار والأمور التي نخبر أنفسنا بها، ويعتبرها حقائق يجب تنفيذها، والأفكار السلبية مثل عدم إيمانك بقدرتك على التحدث أمام جمهور كبير أو امتلاك أفكار غير مجدية مثل رغبتك الدائمة بإنجاز الأمور بكمال ومثالية، جميعها أمور ستقتل الثقة بالنفس لديك، لكنك قادر على التحكم بها.
قم بعكس الجملة السلبية التي يخبرك بها صوتك الداخلي؛ فعندما تخبر نفسك أنك قبيح على سبيل المثال،أخبر نفسك على الفور أن كل سنتيمتر بك جميل ومثالي بالطريقة التي أنت عليها الآن، ألحق هذه الأمور بمهام تدفعك على التركيز بها مثل الهرولة أو القراءة، ستساعدك مثل هذه الأمور على إنهاء الحديث الداخلي وتجنب المناقشات الداخلية العقيمة.
3) ادخل "حتى الآن / بعد" إلى قاموسك الداخلي: يفقد أغلبنا ثقته بنفسه لعدم قدرته على القيام بالأمور بعد بضع محاولات قد قام بها، ويعلن لنفسه أنه قد فشل بها. قم باستخدام "حتى الآن / بعد" في نهايات جملك؛ فأنت لم تتقن السباحة بعد، لم تفهم هذا الفصل من الكتاب الدراسي حتى الآن. هذه النهايات بالجمل ستذكرك أنك ما زلت في مرحلة المحاولة والتعلم، وسيأتي اليوم الذي ستتقن فيه السباحة وتفهم الفصل فيه.
4) غير من هيئتك الخارجية ولغة جسدك:
* ابتسم: عندما تشعر بالتوتر وقلة الثقة بالنفس قم بالابتسام بطريقة حقيقية؛ سيترجم عقلك هذا الفعل على أنك تشعر بالسعادة والثقة والراحة، فمن المستحيل أن يبتسم أحدنا بشكل حقيقي أثناء شعوره بالتوتر ونقصان بالثقة بالنفس.
* قم بالتواصل البصري مع الآخرين: التواصل البصري لا يجعل الآخرين يعتقدون أنك واثق بنفسك فقط؛ فالخوف غالبًا يأتي من الأشخاص المجهولين من حولنا، والتواصل البصري يجعلك تتعرف على محيطك، مما يهدئ من روعك. وإذا صاحب تواصل البصري مع الآخرين ابتسامة موجهة لهم ستزداد فعالية هذا السلوك بمراحل، خاصةً لو بادلوك الابتسامة التي ستشعرك بوجود التقبل بين بعضكم (هذه النصيحة مهمة جدًا خاصة في مقابلات العمل وعند مقابلة أشخاص جدد).
* كن دائمًا بأفضل حلة: هل تتذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه بحذاء متسخ أو بقميص يحتاج للكي؟، غالبًا قد أمضيت بقية اليوم بعدم راحة، وشعرت أن تركيز الجميع على الشيء الذي يحتاج تهذيب. قم باختيار الملابس التي تناسب المكان الذي ستذهب إليه، وتأكد أنها نظيفة ومكوية ومناسبة لمقاسك وتناسب ذوقك؛ فجميعنا أكثر ثقة بالملابس التي نحبها ونشعر أنها جميلة علينا.
*اهتم بوضعية جسدك: وضعية الجسد الصحيحة (الظهر المشدود للخلف، المعدة المسحوبة، الرأس والرقبة اللذان يتوسطان الكتفين، الأقدام المتباعدة بنفس عرض الكتفين، الذراعين المرتاحين على جانبي الجسد، ووزن الجسم المتركز على باطن القدم) لن تؤثر فقط إيجابًا بشكل فوري على ثقتك بنفسك؛ بل ستؤثر أيضًا في مستوى الطاقة لديك، وعلى صحة عمودك الفقري والجهازين الهضمي والتنفسي على المدى البعيد.
المرجع:
*
https://possibilitychange.com/self-confidence/