ما سبب عدم الثقة بالآخرين سواء أهل أو أغراب، وما الحل لذلك؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
قد يرى البعض أن عدم ثقته بأحد وأن اعتماده على نفسه فقط - ولا أحد غير نفسه- هو الطريق التي توصله في النهاية لبر الأمان بدون عناء أو ألم أو خذلان، لكن لا أحد يصل لهذه المرحلة إلا لأحد الأسباب التالية:
 
 - الخبرات السابقة: فكم من مرة وثقت بشخص ولكنه خذلك ولم يكن يستحق هذه الثقة؟! إن تأثير هذه التجارب السابقة علينا كبيراً جداً ويبقى أثرها عند كثير من الناس مدى الحياة إن لم يعرفوا كيف يتخلصوا من هذا الأثر، فقد يصبح الشخص كثير الانتقاد وقد يتلذذ بعيش بدور الضحية وقد يتدنى مستوى ثقته بنفسه كذلك واحترامه لها... أنصحك ألا تسمح لتجاربك السابقة بالتحكم بك؛ فنحن لا نستطيع التحكم بالماضي، لكننا نستطيع التحكم بالحاضر، فلا تترك ماضيك يشكل حاضرك ومستقبلك.
 
 - النماذج التي مرت في حياتنا: فقد نسمع كثيراً أو نعرف أشخاص معينين مروا بتجارب مأساوية بسبب ثقتهم بالآخرين، فنتعلم درساً من خبراتهم هم. من الجميل أن نتعلم من تجارب الناس لكن علينا أن نعرف أن "لكل مقام مقال"، وأن ما حدث مع الناس ليس بالضرورة أن يتكرر معك، لأن الظروف والأشخاص والنفسيات تتغير.
 
 - مستوى الوعي والثقافة والذكاء العاطفي: فعندما تكون واعٍ بنفسك بقدر كافٍ وذكي عاطفياً وقادر على تحديد احتياجاتك، وتعرف تماماً ماذا تريد ممن حولك ومتى تمنح الثقة ومتى تحجبها سيساعدك هذا كثيراً، كما أن مستوى ثقافة الفرد يساعده أيضاً.
 
 - أسلوب التربية: فأحياناً يؤثر الآباء والمربون على عقلية الأبناء فيخيفونهم من الإقبال على الحياة ومن ملء كيس تجاربهم وخبراتهم؛ فعندما تقول الأم لطفلها "لا تتحدث مع الغرباء" فهذا يخيفه منهم، ويجعله يكبر وفي داخله قناعة بأن كل غريب غير جدير بالثقة وأنه سيؤذيه، أتفهم خوف الأهل على أبنائهم لكن عليهم انتقاء كلماتهم حتى لا يرسلوا رسائل غير مقصودة تؤثر عليهم نفسياً واجتماعياً.
 
 - رفع سقف التوقعات بالناس وعدم الواقعية فيها: فإن كنت تمنح الثقة للناس بسرعة، أو تتوقع الكثير منهم فأنت السبب في الخذلان الذي تتعرض له مرة تلو الأخرى، فقد لا يستطيع الناس تلبية توقعاتك وقد يستغلون ثقتك وطيبتك أحياناً.
 
 
 عندما استلمت أول منصب إداري لي في حياتي منحت الثقة للجميع، ولكن عندما اتضح لي خلال مراجعتي للمواد التي كانت تسلم لي أن علي في كثير من المرات أن أعيدها بالكامل، ففقدت الثقة بجميع موظفي القسم ووجدت أن الأسهل علي أن أقوم أنا بالأعمال بالكامل، وخاصة مع ضيق الوقت وقلة عدد الموظفين في تلك المؤسسة، ولكنني مع الوقت وجدت أنني فعلياً أقوم بجميع وظائف القسم لوحدي بسبب عدم ثقتي، فبدأت أدربهم على العمل بشكل صحيح كلما كان لدي متسع من الوقت، وعندما لا أملك الوقت الكافي كنت أعطيهم المادة التي جهزتها لقراءتها إلى أن أصبحت أعتمد عليهم في كثير من الأعمال واسترجعت ثقتي بهم، فارتحت أنا وهم كذلك.
 
 
 المرجع:
  

3 Reasons You Find It Hard To Trust People