الثقة العمياء: هي أن أثق بإنسان بكل شيء يقوله أو يفعله سواء شاهدت ما قاله أو فعله وحتى لو لم أشاهد وتصل الثقة العمياء إلى درجة أن يقول لك مجموعة من الأشخاص أن ذلك الشخص قال أو فعل أمر سيء لا تستمع لأي أحد مع العلم أن الكثير من الناس تحدثوا لك عن الشخص وسلبياته.
تصل هذه الثقة إلى أن يسلم الشخص كل ما لديه للشخص الآخر من مال ومشاعر وحتى الجسد وكل ما يملك الإنسان وحتى لو رأى الشخص أن من وثق به يعمل أعمال سيئة أو يخون أو يسرق يكذب عينه أو ماذا سمع حتى لا يزعزع الثقة الموجودة في داخله.
أما آثارها الكارثية ستكون:
- أن تفقد الكثير من احترامك لذاتك خصوصا عندما تكتشف أن كل تلك الثقة كانت عبارة عن كذبة وأن ذلك الشخص كان يؤذيك ويلعب بك وأنت بسبب كل تلك الثقة لم تستطع أن تكتشف ما يفعله بك صحيح أن العقل عندما يحب إنسان لا يستطيع أن يفكر بمنطقية ويكون جادا مع الشخص المقابل ولكن لا تصل لمرحلة أن تسلم كل ما لديك لمن أحببته ووثقت به.
- تفقد ثقتك بنفسك وثقتك بأي أحد سيدخل إلى حياتك بعد هذا الشخص خصوصا أنك عندما تظهر بمظهر الأهبل الذي ترك كل حياته مع إنسان ولم يستطع أن يكتشف إلا بعد مدة كبيرة وطويلة سيشعر بالضعف اتجاه نفسه بأنه كيف وصل لهذه المرحلة سيصل إلى أن يشك بذاتك وبكل أمر يقوم به وقد يتطور الموضوع للشك بكل من يحيط بك حتى أقرب الناس لك وتبدأ بالتفكير بنوايا الآخرين وأنه لماذا يقوم بخدمتي أو مساعدتي أكيد هو يحاول استغلالي واللعب بمشاعري وإن حاولت أنت نفسك أن تقوم بأي عمل ستجد نفسك لا تستطيع التفكير بشكل طبيعي وستتردد بكل أمر تقوم به.
- ستتحول من شخص اجتماعي وطيب إلى شخص انطوائي وأناني، عندما تتعرض لمثل هذه الخيانة بعد كل هذه الثقة ستخاف من أي علاقة أو شخص سيدخل إلى حياتك فتبدأ بتحاشي الناس والتجمعات والجلوس بالبيت أكثر وتحاول أن تعوض ما حصل معك بالحديث عن الثقة والصداقة والعلاقات بطريقة سيئة وكأن كل الناس سيئين مثل ذلك الشخص وستبدأ بحب ذاتك ولكن ليس الحب الإيجابي وإنما الحب الذي يجعلك تكره الخير للناس وتريد أن تأخذ كل شيء لك حتى لو لم يكن لك.
- قد توصلك الثقة إلى خسارة مال أو أملاك كانت بحوزتك مثل أن تقوم بإعطائه توكيلا عاما في كل ما تملك ويخون تلك الثقة ويحول كل المال له، هنا ستخسر مالك ونفسيتك وتنتقل من شخص مرتاح ماديا إلى شخص لا يستطيع شراء أي شيء يريده حتى لو كان بسيطا.
جميل أن نكون نحمل الثقة لبعض الأشخاص ولكن الأجمل أن تكون واثقا وحذرا في نفس الوقت فليس من المنطقي أن أسلم حياتي للناس دون أن أكون حذرا حتى أضمن حقي.