الفرق شاسع وكبير ما بين تطوير الشخصية وما بين التصنع حيث أن التصنع زائف أما تطور الشخصية أمر حقيقي، حيث أنه في تطور الشخصية يتم المرور بمراحل حقيقة حتى يتم التوصل لنتيجة مرضية ومقبولة تحقق الرضا النفسي بينما التصنع يحدث نتيجة تقليد ونمذجة معينه دون المرور بمراحل حقيقية تؤدي إلى وجود النتيجة الظاهرة.
ومن ناحية أخرى يمكن القول بأن تطور الشخصية متفق مع المبادئ والتوجهات والعقائد، ومبني على أساسها، بينما الأمر في التصنع مختلف تمامًا حيث أنه لا يتسق مع الشخص ولا يدل على ما لديه من مبادئ وقيم وتوجهات والهدف منه الظهور الاجتماعي فقط بينما تطور الشخصية الهدف منه تحقيق الرضا النفسي ومن ثم التطور الاجتماعي وتحقيق المركز وبعدها الظهور إن أمكن.
كما أن تطور الشخصية يمكن من خلاله التوصل لوعي ذاتي خاص يساعد على فهم الحياة وجورها من حولنا بينما التصنع هو نوع من أنواع الجهل الذي يفقد صاحبه في مرحلة من المراحل المعرفة اللازمة التي من خلالها يتم التعامل مع البيئة والمحيط، وعليه نجد أن تطور الشخصية محقق للثقة بالنفس وفيه نمو في جميع الجوانب النفسية والجسدية والمعرفية والفكرية والعاطفية والاجتماعية بينما الأمر في التصنع مختلف حيث أنه قد يكون سبب في مرحلة من المراحل للشعور بالدونية وفقدان الثقة لأن أساسه خارجي وليس داخلي ومبني على أسس لا تتسق مع الشخص نفسه ولا يحقق النمو في أي جانب.
ويمكن أن أوضح أهم الصفات التي يمتلكها الشخص والتي تبين الفرق ما بين التصنع وتطور الشخصية:
اتخاذ القرار: وهنا نجد أن تطور الشخصية سبب في تنمية القدرة على مهارة اتخاذ القرار لأن القدرات الفكرية والعقلية أصبحت أكبر وأكثر ثبات وقوة وعليه نجد هذه الصفة ظاهره في من لديه تطور شخصية، بينما الأمر في التصنع مختلف حيث أن الشخص المتصنع لا يمتلك المهارات العقلية والفكرية مما يجعله يقع في أو حفرة أمامه لأنه غير منمي لمهاراته وإنما يظهرها بشكل زائف.
حل المشكلات؛ تطور الشخصية يعني القدرة على فهم النفس وما فيها من مبادئ وقيم وحدود وبالتالي القدرة على تحديد طرق مناسبة تتسق مع الشخص تساعد على حل الأزمات المختلفة، أما في التصنع فالشخص غير قادر على فهم نفسه وغير قادر على تحديد الوسائل المناسبة التي تتسق معه وتناسبة فكريا وثقافيًا وعقديًا وشخصيًا، وهنا قد نجد أن العلاقات نتيجة هذه الصفة لدى الشخص المطور لشخصيته دائمة نسبيًا بينما المتصنع غير قادر على الحفاظ على علاقاته.
التبعية؛ وفي تطور الشخصية يكون للفرد وجود وكيان خاص به ناتج عن فهم ذاته ونفسه مما يجعله مستقل استقلال تام في أفكاره وأعماله وتوجهاته، وفي التصنع التبعية واضحة جدًا ولا يمكن التخلص منها، وهنا تظهر الفروقات في السلوكات والتناقضات الكبيرة لدى الشخص في مختلف الجوانب، فتطور الشخصية يحقق توازن واتساق ما بين جميع الجوانب أما التنوع فلا.