هوايتي المفضلة هي صنع المنتجات الطبيعية للشعر والبشرة، فأنا أحب هذه الهواية وأمارسها منذ صغري.
وقد أخذت هذه الهواية من جدتي التي كانت تصنع كل شيء بنفسها، فلم تكن تشتري الأشياء الجاهزة سواء كانت أطعمة أو ألبسة أو مقتنيات شخصية أو إكسسوارات منزلية. حتى أنها عودتني أن أصنع هدايا لصديقاتي في المناسبات؛ فكانت تطرز التطريز الفلسطيني على قطع قماش وتطلب مني مساعدتها في التطريز بعد أن علمتني أصوله، وعندما تنتهي من هذه القطع تحتفظ بها في خزانتها، وعندما أخبرها أنني أريد أن أشتري هدية لإحدى صديقاتي في عيد ميلادها أو لأمي في عيد الأم مثلاً كانت تحيك لي من هذه القطع ملابس أو تصطحبني لمحل صغير في وسط البلد يحول صاحبه هذه القطع لحقائب أو أحذية أو مرايا.
أحياناً كنت أفرح بهذه الهدايا، ولكنني أحياناً كنت أعترض وأرفض أخذها وأصر على شراء هدايا أخرى لصديقاتي مثل العطر أو الزهور أو قطعة ملابس على الموضة... ولكنني عندما كبرت ونضجت عرفت أن أجمل الهدايا هي تلك التي كانت تصنعها يدي جدتي بحب، فغير أنها كانت تعطيها من وقتها وصحتها وبصرها، فهذه القطع هي بمثابة مبادرة جميلة لحفظ تراثنا، كما أن أجمل الهدايا هي تلك المصنوعة باليد؛ فكم هو جميل أن تصنع لمن تحب هديته بيديك!
وعندما أصبحت مراهقة وعانيت من حب الشباب، قرأت أن ماء النعناع يذهب الحبوب فكانت جدتي تقطف لي النعناع الطازج من حديقة منزلها وتعصره لي بيدها لتستخرج ماءه فأغسل به وجهي يومياً إلى أن تخلصت من الحبوب... بعد قصة النجاح المتواضعة هذه قررت الإبحار في عالم الأعشاب والنباتات والأشياء الطبيعية للتخلص من بعض المشكلات الصحية، وللحصول على شعر صحي وبشرة صحية ونضرة. وكما كانت تفعل جدتي... أصبحت أهدي أصدقائي من الأشياء التي أصنعها، كما أنني أحياناً أصنع الاكسسوارات أيضاً وبعض مقتنيات المنزل.
ألجأ لهوايتي هذه عندما أكون في قمة توتري فأرتاح كثيراً، وأشعر أنني أفرغ طاقتي السلبية من خلال صنع هذه الأشياء والتفنن بها، كما أصنعها كلما احتجت لها أو قررت إهداءها لأحد.
بعد أن تغلبت في إرجاع شعري لطبيعته بعد أن أرهق من كثرة الصبغات قررت أن أجرب خلطة من زيت الموز أصنعها بنفسي، وقد أبهرت الجميع النتيجة من بعد الاستخدام الأول، كما أنني أصنع كريمي الخاص الذي بدون أي رائحة لأنني أفضله هكذا، أما عن المقشرات الطبيعية التي أصنعها فهي متعددة كمشقرات الجسم والوجه واليدين والقدمين والشفاه، كما أصنع مرطباً للشفاه وحمرة شفاه كذلك، وهذا الأخير يضاهي حمرة الشفاه التي نشتريها من أبرز المتاجر العالمية الخاصة بصناعة وبيع الماكياج.
وكأي شخص... أحلم بالطبع أن أتوج هوايتي هذه وأكملها بمشروع خاص قد بدأت في إنشائه فعلاً، ولكنني أخرت الموضوع قليلاً لأرتب بعض أموري الشخصية.