أكثر دعاء أدعو الله به في أيام عيد الأضحى هو التكبير بتكبيرات العيد.
لذلك عليك أن تعلم أن الدعاء نوعان:
- دعاء ثناء: وهو الذي فيه تمجيد وتعظيم لله تعالى وثناء عليه؛ ومنه التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح.
- دعاء مسألة: وهو الذي يسأل العبد فيه ربه حاجته سواء من أمور الدنيا أو أمور الآخرة.
وقد ذكر العلماء أنّ دعاء الثناء أعظم النوعين وأعلاهما، وأنه مفتاح دعاء المسألة وسببٌ من أسباب الاستجابة.
وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحرص في أيام العيد على ذكر الله -تعالى- كما قال في الحديث الصحيح: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله)، وكان ذكره في هذه الأيام أكثره التكبير، لذلك كانت السنة في تكبير العيد في الأضحى أنه يبدأ من فجر يوم العرفة وينتهي بغروب شمس ثالث أيام الشريق وهو رابع أيام العيد.
والسبب في الحرص على دعاء الثناء في هذه الأيام أنها تعتبر من تتمّة الحج وختامه، وهي في نفس الوقت ختام أيام العشر من ذي الحجة، وهي أيام عبادة لأنها أعظم أيام السنة، فالأجور فيها تضاعف، والأصل بالمسلم أن يكون في هذه الأيام في عبادة سواء بالحج أو غيره إن لم يتيسّر له الحج، فإذا فرغ من عبادته فإنه يتذكر النقص الذي حصل فيها، لذلك شرع له الثناء على الله بالتكبير لتذكّر أن الله أعظم من كل عبادته، فلا يدخل في قلبه رياء ولا كبر، ثم هو يستغفر الله من النقص الذي دخل عبادته ووقع فيه ليكون ذلك أدعى إلى تقبّل الله لعبادته وثوابه عليها وجبر نقصها.
وشُرع للمُصلّي أول انتهائه من صلاته أن يستغفر الله ويُثني عليه ويَذْكره جبراً للنقص الذي حصل في صلاته.
وعَلَيّ وعليك الحرص على دعاء الله بأنْ يتقبّل أعمالنا وطاعاتنا، لأن العبرة ليست بالعبادة ذاتها وإنما بقبول الله لها وإثابة عبده عليها، فإذا تقبّل الله من عبده فاز بخير الدنيا والآخرة، وإلا كان من الخاسرين.
وقد كان اعتناء السلف بقبول الله لعبادتهم أشدّ من اعتنائهم بالعبادة ذاتها.