ورد في الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «من يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة» رواه مسلم.
وقد حثت الشريعة الإسلامية في وجوب إنظار المعسر وإمهاله حتى يوسر ولا ينبغي مطالبته بدينه إذا كان معسرا لقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة: 280.
- وقد بينت لنا السنة النبوية فضل قضاء دين المسلم عن أخيه المسلم واعتبره الدين من أفضل أعمال الخير للناس، فتلك الأعمال تكون سبب كبير فيها من إدخال السرور إلى نفوس المسلمين، فالدين هم وقضاء الدين يذهب عن المدين هذه الهم ويرفع عنه ذل النفس أمام الدائن، ويفرج عنه كربته
- فمن أقرض إنسانا ووسع عليه في تأخير سداد دينه أو عفى عن بعض من قيمة الدين وفرج همه أو سامحه بكامل المال فله ثواب وأجر عظيم
- فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من أقرض مسلما مرتين كان كصدقة مرة لو تصدق بأحدهما.
كما ورد في صحيح البخاري أن الله تبارك وتعالى قد تجاوز عن مذنب كان يتجاوز عن المعسرين.
- كما جاء في صحيح مسلم: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه. ويجب على الدائن الصبر وعدم تقديم شكوى أو مقاضاة المدين إذا كان معسرا لا يقدر على السداد كما جاء في الآية السابقة. (فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ)
- فمن يسر على مُعسر في قضاء دينه، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والرجل الذي يداين الناس ويتجاوز عنه لا يدري لعل الله يتجاوز عنه في الآخرة في أصعب المحن والكروب فقد جاء في الحديث النبوي الصحيح أنه كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقى الله، فتجاوز عنه
- كما أن من فضائل إنظار المعسر في دينه بأن يكون سببا في ظله يوم لا ظل إلا ظله لما صح عن الحديث (من أنظر معسراً، أو وضع عنه أظله الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله) صحيح الجامع
- وننوه أيضا إلى أن المماطلة في سداد الدينّ: محرم خاصة إذا كان المدين مقتدر على السداد.
- فقد ورد في الحديث الصحيح أن عدم سداد الديّن يعتبر ظلم فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" متفق عليه، وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي
- وعليه نقول: أنه على من أُعسر عن سداد الديّن الذي ترتب عليه أن يكثر من الاستغفار وطلب العون من الله تعالى، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل فقال له رسول الله: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.