ما المقصود بغلبة الدين؟

3 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
"غلبة الدين": هو أن يغلب الدين صاحبه المدين ويقهره، فيثقل عليه سداده أو يعجز عنه، فيصبح ويمسي مهموماً بالدين لا يهنأ بعيش ولا يغمض له جفن، يستحي من مقابلة الناس خوفاً من رؤية الدائن وسماع كلامه وإلحاحه، مترقباً وجساً من أن يطلب لحبس أو يهدد بقضاء.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يستعيذ من غلبة -أو ضلع- الدين كما روي في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"كثيرًا ما كُنتُ أسمعُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يدعو بِهَؤلاءِ الكلِماتِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الهمِّ والحزنِ والعَجزِ والكَسلِ والبُخلِ وضَلَعِ الدَّينِ وغلبةِ الرِّجالِ"

وفي رواية "كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ دعواتٍ لا يدَعَهُنَّ.."

وهذا الدعاء من جوامع كلم رسولنا صلى الله عليه وسلم لأنه فيه استعاذة من جميع الشرور والمنغصات التي تؤثر على القلب والنفس والبدن وكل واحد منهم قرينان:

فالهم هو خوفك على مكروه قد يصيبك في المستقبل.
والحزن هو أثر مكروه حدث في الماضي.

فالاستعاذة منهما هي استعاذة من انشغال قلبك بمكروه حصل أو قد يحصل.

والعجز: هو عدم قدرتك على ما تريد من أمور نتيجة عدم وجود القدرة عندك أصلاً.
والكسل: هو عدم سعيك فيما ينفعك لضعف إرادتك مع قدرتك.

ففي الاستعاذة منهما استعاذة مما قد ينفعك في دينك أو دنياك سواء لعجز بدني أو لضعف أو خور وكسل في إرادتك.

وغلبة الدين: هو استعلاء الناس عليك بحق نتيجة استدانتك منهم وطلبهم بحقهم وعدم قدرتك على السداد.
وقهر الرجال: هو استعلاء الناس عليك بالباطل أو الظلم كبراً وعلواً في الأرض.

ففي الاستعاذة منهما استعاذة من علو الناس عليك وقهرهم لك سواء بالحق أو الباطل.

فقد جمع هذا الدعاء الاستعاذة مما يضر القلب أو الإرادة أو البدن.

ولما كان الدين له ثقل وهم على القلب كان المنبغي على العاقل ألا يستدين إلا لما له فيه حاجة لا غنى له عنها، ويستعين الله في سداد ذل ويجتهد في ذلك ويجعله أولويته ويوصي بذلك لأن نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ، ويغفر للشهيد كل شيء إلا الدين.

وقد جاء في الحديث عند البخاري أن رسول الله قال (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها وهو يريد إتلافها أتلفه الله).

وقد صرنا في زمننا نرى كثيراً من الناس يستدينون لغايات استهلاكية وكمالية لا يحتاجون إليها وهذا من آثار نمط المعيش الاستهلاكي الذي اعتدنا عليه ، وبعضهم يستدين لمجرد التفاخر والخيلاء، وهذا نوع سفه وإسراف منهي عنه.

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 المقصود بجملة: (غلبة الدين): أي الإستعاذة من كثرة الديّن واستيلاءه على الشخص المدين خصوصاً مع المطالبة به والعجز عن قضائه! وقهر الرجال بمعنى غلبتهم وقهرهم.
وقد أورد الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله في كتاب شرح المعبود لسنن أبي داود: (من غلبة الدين) أي كثرته وثقله
 (وقهر الرجال): أي غلبتهم.

- (وغلبة الرجال) أي: قهرهم وشدة تسلطهم عليه، والمراد بالرجال الظَّلَمة، أو الدائنون، واستعاذ عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال، لما في ذلك من الوهن في النفس.

-فالغلبة تسبب القهر، فإذا شعر الرجل بغلبة الدين استحوذ عليه الكمد والقهر وتسلط عليه الهم والحزن. وأن من أصابه الدين لم يذق راحة البال حتى يقضي دينه. ويسبب استعلاء الناس عليك بسبب هذا الدين إذا جاء أجل السداد ولم تستطع أن تسده.

- ولأن الدين هم بالليل ومذلة بالنهار، فالشخص الذي ابتلي بالدين  يبقى منغمسا في الدنيا مهموما مكروبا كاسف البال، وربما قد يموت من شدة القهر والغلبة.
 
- وحتى لو مات المسلم وعليه دين يبقى الدين معلقا به ويتوجب على أهل بيته قضاء ما عليه من الدين.
 
- وكثير من أهل العلم يرون بأن المسلم يجب أن يحرص على أن لا يقترض مالا إلا في حالات الضرورة، أو الحاجة الماسة لذلك،
كان يقترض لشراء حاجيات لا يمكنه الاستغناء عنها وإن فقد هذه الحاجيات أصبح معرضا للهلاك مثل الاقتراض لأجل شراء الدواء أو الأكل أو مستلزمات التدفئة في أجواء الشتاء.

- وقد كره أهل العلم أن يقترض المال لأجل شراء الكماليات أو لأجل السفر للترفيه.
 
-وبسبب ذلك شرع الإسلام الدين لتيسير حاجات الناس واشترط بذلك ان إلا يترتب عليه منفعة للدائن أو زيادة قيمة المال ومن يسر على معسر يسر الله له أمره فأن إبراءك لدينه وإسقاطك الدين عنه من أحب الأعمال إلى الله.

-كما أنه من صبر على مدين وخصوصا إذا كان هذا المدين معسرا فقد اعتبره الدين من أفضل الصدقات، فقال الله عز وجل في ذلك: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة آية: 280
 
-وقد وردت هذه الجملة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: (يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ)، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: (أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ: أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟)، قال قلت: بلى يا رسول الله، قال: (قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ)، قال ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني"رواه أبو داود.

-لذلك ينبغي على المسلم أن يقتصد ويعتدل في حياته بجميع النواحي في معيشته وأن لا يسرف ويبذر في المال لأن المبذرين وصفهم الله تعالى بأنهم إخوان الشياطين.

وأن الله تعالى أمرنا في القرآن الكريم بعدم الإسراف لقوله تعالى (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) سورة الأعراف آية: 31 ومن شأن هذا الاعتدال وعدم الإسراف أنه لن يحتاج المسلم إلى الاستدانة، وخصوصا أن النبي صلى الله عليه وسلم كرهها للمسلم. 

والله أعلم. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
وأخرج أبو داوود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد يوماً ورأى رجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال له –أي النبي صلى الله عليه وسلم– قال لأبي أمامه: (مالي أراك جالس في المسجد في غير وقت صلاة) فقال: يا رسول الله همٌ نزل بي وديون لزمتني ، فقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أعلمك كلمات إن قلتها أذهب الله همّك) قال قلت : بلى يا رسول الله قال: (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت (اللهم إني أعوذ بك من الهّم والغم ومن العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).

فنجد النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ منهما.

وغلبة الدَّين
ليس هناك أشد منه.
ويقال: إن لقمان الحكيم قال في وصاياه: ''وحملت الأثقال كلها فما وجدت شيئاً أثقل من الدين ''فلا أشد من الدين، ولا أسوأ على قلوب الرجال الشرفاء؛ أهل النبالة والكرامة من أن يأتيه صاحب الدَّين وهو بين الناس أو وحده ثم يقول: متى تعطيني؟ 
وليس أي دين، ولكن غلبة الدَّين، وإذا كان الإنسان من أهل الكرم والخير والفضل فإنه يورط أكثر، لا يقدر أن يترك بيته، ولا يقدر أن يترك التزاماته.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة