عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ
- في هذا الحديث يبيّن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مظاهر ومعايير الأخوة بين المسلمين في المجتمع الإسلامي، وأن جميع أفراد المجتمع عبارة عن قلب رجل واحد.
- وأنه ينبغي للمسلم أن يخرج من دائرة النفع الأناني الفردي إلى دائرة النفع المجتمعي
- وأن هذا الحديث يبيّن فضل أمرين هما:
1- فضل قضاء حوائج الناس
2- فضل طلب العلم.
- والذي يهمنا في هذا السؤال هو الشق الأول من الحديث وهو قضاء حوائج الناس: فقول النبي صلى الله عليه وسلم هو (تلخيص للنقاط السابقة التي ذكرها في الحديث) وهي :
1- تنفيس الكربات عن المسلمين:
فإن من أعظم المصائب التي يقع بها المسلم هو الكرب العظيم والكربة هي الشدة العظيمة التي تصيب المسلم ، فمن نفس أو خفف عن مسلم هذا الكرب فهو من أعظم ما يتقرب به العبد لله تعالى ومن قدر على أن يزيلها عن المبتلي فله من الجزاء من الله تعالى بقدر التفريج والتنفيس. ومن المهم أن يعلم المسلم بأن من أعان المحتاج وفرج عنه كربه وأزاح الهم والحزن عنه تقرب إلى الله تعالى وكان وسببا في رحمة الله له يوم القيامة.
2- التيسير على الناس:
ولنا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام بذلك لما ورد عنه أنه قال (من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفِّس عن معسر، أو يضع عن). فمن كان له مطالبة مالية من أخيه المسلم وكان أخيه معسرا فليؤخر مطالبة الدين عنه. وغن استطاع وكان مقتدرا أن يسامحه بالمال فليفعل وأجره وثوابه عند الله تعالى ومن صبر على سداد الدين، فإن الله عز وجل يتولى عنه السداد يوم القيامة، كما أن المسلم الذي يساعد أخيه المسلم وييسر له عسره، يظله الله تعالى في ظله ويطعمه من ثمار الجنة، وييسر عليه الحساب وينال أعلى الدرجات بإذن من الله وفضل.
3- ستر المسلم وعيوبه:
ولأن من صفات الله تعالى أنه ستير يستر العيوب والذنوب لما رواه النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحب الحياء والسِّتْر) رواه أبو داود وصححه الألباني
وجب على المسلم أن يستر أخاه ويحفظ عوارته ويمسك عما يسوؤهم ويهتدي بهدي النبي عليه الصلاة والسلام فبذلك تزداد المحبة والألفة بين القلوب وتحفظ الأخوة بينهم ولربما يحتمل هنا الستر أمرين ستر أخيك المسلم بشراء الملابس له التي تستر عوراته وستر عوراته من الذنوب الدينية التي تعتبر من المعاصي فإن لم يجهر بها المسلم أولى لأخيه المسلم أن يستر ما رآه ويقومه للصواب وهذا أعظم الستر (ستر عورته الدينية) التي تعتبر معصية، فالأولى أن تستره ولا تفضحه، ولا تخزه .
4- إعانة الناس : وتشمل النقاط الثلاثة السابقة ،كما تشملتقديم العون للناس بكافة اشكاله مثل :( جبر الخواطر ومساعدة المحتاج وزيارةالمريض وخدمته بما هو ممكن ، ونصرة الضعيف وصاحب الحق ،وإغاثة الملهوف واطعام الجائع وخدمة العاجز ، وإعانة الرجل على دابته ، وإماطة الأذى عن الطريق والعمل الخيري بشكل عام ) فكل هذه الأعمال تدخل في قوله صلوات الله وسلامه عليه" في عون أخيه ".
- وهذا يعطينا درساً أن الدين المعاملة وليس العبادة فقط ، بل أن الايات التي ركزت على العبادة في القرآن الكريم لا تتجاوز ( 130 ) آية ، بينما الآيات التي ركزت على التعامل مع الناس أكثر من ( 500 ) آية !!!