عزيزي السائل، هذا ما يطلق عليه ألفاظ التحمل والأداء
أمّا المقصود بألفاظ التحمل
عبارات اصطلح عليها أهل العلم في سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وروايته، لأن الراوي عندما يتحمّل حديثًا فإنما يعبّر عنه بالطريقة التي سمعها من شيخه، بشرط أن يكون النقل بأي من الطرق المعتبرة بين أهل العلم والمعتمد عليها في تحمّل الحديث الشريف، وذلك لحسن اتصال السند، ونقل الحديث من ثقة عن ثقة.
أمّا المقصود بالأداء
هو أن يروي الراوي الحديث للغير، ويشترط في الأداء عدّة شروط أهمها: أن يكون الراوي مسلمًا، أن يكون عدلًا خاليًا من أسباب الفسق وخوارم المروءة، أن يكون عالمًا بالألفاظ مميّزًا لها.
ألفاظ التحمل في الحديث الشريف
- لفظ سمعت أو حدّثني: أقوى ألفاظ التحديث وأصرحها، وتقال من قِبل الراوي إذا سمع وحده من لفظ الشيخ مباشرة، ولا يجوز للراوي قول سمعتُ أو حدّثني إذا لم يسمع.
لفظ سمعنا أو حدّثنا: إذا سمع الرواي مع جماعة من لفظ الشيخ مباشرة، يقول (سمعنا) أو (حدّثنا).
- لفظ أخبرني أو قُرِأ عليه أو قرأت عليه: أن يقرأ الراوي بنفسه على شيخه ويعرض عليه، أو إذا كان الشيخ لم يحدّثه بذلك مباشرة (كأن يكون قد كتب له، أو سمعه منه بواسطة، أو أبلغ به بلاغًا)، يقول الراوي في هذه الحالة، أخبرني، أو قرأ على فلان، أو قرأتُ عليه كذا وكذا.
وإذا كانوا جماعة عند الشيخ يقول الراوي (أخبرنا).
- لفظ أنبأني: بمعنى الإخبار، أي أن الشيخ أخبر الراوي بأي وسلية كانت، سواء كانت سماع، أو إخبار، أو كتابة، أو إجازة.
وإذا كانوا جماعة يقول الراوي (أنبأنا).
والإنباء في عرف المتأخرين بمعنى الإجازة، بمعنى أن يأذن الشيخ للراوي بالرواية عنه، (كأن يقول الشيخ للراوي: (أجزت لك أن تروي عني كذا)، أو (أن يكون الطالب عند الشيخ يتعلّم منه ولم يسعفهم الوقت ليحدثه بكل الأحاديث فيقول له الشيخ أنا حدّثتك بكذا، وأجزت لك أن تروي عني كذا).
بعض المحدّثين لا يفرق بين ألفاظ الأداء ويجعلها بمقام واحد مثل الإمام البخاري، قوله بأن لفظا أخبرنا وأنبأنا واحد لا فرق بينهم.
وبعض المحدّثين فرّق بينهم كالإمام مسلم، بقولهم إن الصحابة كانوا يروون أحاديثهم بهذه الطريقة، فكانوا إذا سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة يحدثون بسمعنا أو حدّثنا، وإذا سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة أو بطريقة غير مباشرة لفظًا أو كتابةً، يقولوا أخبرنا أو أنبأنا.