هذه الصيغ الموجودة في كتب الحديث هي اختصار لبعض الكلمات وهي معروفة عند أهل العلم. وقد اختصرت واتفق على هذه المصطلحات عليها علماء الحديث تجنباً للإطالة في الأسانيد:
فمن صيغ الأداء حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وأن فلانًا وقال فلان.. وما إلى ذلك من الصيغ المعروفة عند أهل العلم،
فلفظ ثنا يدل على كلمة حدثنا فبدل ما يكتب (حدثنا) كاملة تكتب: (ثنا)
وفي بعض كتب الحديث قد يختصرها المفسرون بأكثر من ذلك، فيقول: (نا)، فـ (ثنا) و (نا) اختصار لـ (حدثنا)،
-فعلم مصطلح الحديث. هو علم له قوانين يُعرف به أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد.
- قال الإمام السيوطي في تدريب الراوي في النوع الخامس والعشرين: (كتابة الحديث وضبطه) تسع مسائل فقال رحمه الله: (الثامنة: غلب عليهم الاقتصار) في الخط (على الرمز في حدثنا وأخبرنا)، لتكررها (وشاع) ذلك وظهر (بحيث لا يخفى) ولا يلتبس. (فيكتبون من حدثنا الثاء والنون والألف) ويحذفون الحاء والدال –أي: ثنا-، (وقد تحذف الثاء) أيضا ويقتصر على الضمير –أي: نا-. (و) يكتبون (من أخبرنا أنا) أي الهمزة والضمير.
- وقال الخطيب البغدادي: وقول المحدث: ثنا فلان قال ثنا فلان أعلى منزلة من قوله ثنا فلان عن فلان. إذ كانت "عن" مستعملة كثيرة في تدليس ما ليس بسماع.
-وقال ابن الصلاح ـ في معرض كلامه عن المدلس: ومن شأنه أن لا يقول في ذلك: "أخبرنا فلان" ولا " حدثنا" وما أشبهها، وإنما يقول: " قال فلان" أو " عن فلان" ونحو ذلك.
- والحكمة من اختصار علماء الحديث الشريف لتلك المصطلحات إنما كانوا يريدون بذلك التخفيف في النَّسخ والحمل والحبر والورق.
- فبسبب قلة ذات اليد في تلك العصور، مع غلاء أدوات الكتابة، يضاف إلى ذلك حاجة المحدث إلى السرعة في الكتابة مع الدقة فيها؛ فيكون الاختصار مكسبا من الناحيتين: المادية والمعنوية.
فبدلا من أن يكتب (حدثنا) ويستغرق فيها وقتا يكتب (ثنا) وربما لا ينقطها، وكذلك في باقي صيغ الحديث مما هو معلوم حتما لدى من اشتغل بعلم الحديث أن هذا الرمز للمصطلح المعروف بكذا.