الأحاديث في فضائل الأعمال كثيرة ، وقد ورد في الصحيحين من حديث بي ذر رضي الله عنه انه قال :
(سَأَلْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ، وجِهَادٌ في سَبيلِهِ، قُلتُ: فأيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قالَ: أعْلَاهَا ثَمَنًا، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ أهْلِهَا ) متفق عليه .
فهذا أفضل الأعمال على وجه العموم والجملة .
أما إن كان السؤال عن حديث فيه ذكر أجر عظيم لعمل معين ، فهذه مسألة نسبية ، قد يعد بعضهم ان حديثا ما ذكر أفضل الأعمال ويعد بعضهم غيره أعظم ، وكله خير ، والأفضل في حق كل عبد هو ما كان فيه أخلص إلى الله وأكثر خشوعا وأشد حضورا للقلب .
ولكن على كل حال قد عد بعض العلماء هذا الحديث من أعظم ما ورد في فضائل الأعمال وهو حديث :
أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير ))
فهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي وغيرهم وصححه جمع من العلماء .
وفيه فضل عظيم لمثل هذا العمل إذ يكون له بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها ، وهو ليس بعظيم أو كبير على رحمة الله كما ورد في الحديث .
والله اعلم