يعتبر وقف الماء كصدقة جارية يعتبر من أعظم الصدقات والقربات إلى الله تعالى ، ومن أفضل الصدقات عن الميت: سقي الماء: كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "سقي الماء"
- وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(أَيَّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ) رواه أبو داود
- ومن رحمة الله تعالى بنا أن فتح لنا أبواباً للخير وقد تكون بسيطة ولا تكلفنا المال الكثير ولا الوقت ولا الجهد ، فما أعظمه من عمل أن تسقي إنساناً كأس ماء بارد في يوم حار ، أو تسقي طيراً أو حيواناً أو حتى نبات .
- وتخبرنا الأحاديث النبوية أن رجلاً دخل الجنة بسبب كلبٍ سقاه !!! فكيف بسقية بني آدم ؟!
- ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَث، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْل الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟! قَالَ: (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) متفق عليه
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على سقيا الماء للحجاج، فقال صلى الله عليه وسلم في حَجة الوداع: (انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ)، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ؛ رواه مسلم.
- حتى أن الدين الإسلامي جعل الماء من الأمور المشتركة بين الناس فلا يجوز بيع الفضلة فقد جاء عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: (الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْكَلَإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ) رواه أبو داود
- ومن فضائل سقيا الماء في الدنيا الشفاء من الأمراض وقضاء الحوائج وتفريج الهموم والكروب وزيادة الرزق والتوفيق في الحياة للعمل الصالح وفي كل شؤون الحياة ، فقد ذكر الذهبي رحمه الله عن ابن شقيق: "سمِعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله"
- فكم من أناس لا يصلها ماء الشرب ، فلو بحثت عنهم وأوصلت لهم تنك ماء فكم لك من الأجر والثواب في الدنيا والآخرة !! وكم من أناس لا يستطيعون دفع إيصال المياه فلو دفعن عنهم فكأنك سيقتهم ولك ثواب عظيم عند الله تعالى ، وهذه صدقات قد يغفل عنها كثير من الناس .
- والآن والحمد لله هناك جهات كثيرة مختصة بحفر الآبار الجوفية وإخراج مياه الشرب النظيفة بأسعار بسيطة جداً ، فقد لا يكلف حفر البئر أكثر من أربعمائة دولار - خاصة في الأماكن الفقيرة جداً والتي تحتاج إلى مياه الشرب في أفريقيا وغيرها - ويكون مدة البئر ما يقارب العشر سنوات! فتخيل الأجر العظيم من الله تعالى أن تسقي قرية كاملة أو حي كامل فيه عدد كبير من السكان أن تسقيهم الماء لمدة عشر سنوات !!!
- وقد تضع وعاء فيه ماء على شباك منزلك أو فوق السطح فيشرب منه الطير فلك بكل كبر رطبة أجر .
- أو أن تضع ثلاجة ماء في مسجد ، أو في الشارع العام أمام منزلك ليشرب منها المارّة .
254 مشاهدة
