ماذا تعرف عن الأدب النسوي وما رأيك به؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

عندما يتمرد القلم و تثور معه الحروف، و تثبت المرأة جدارتها في الابداع، حينها يتشكل المنحنى الفكري و يجسد مصطلح الأدب النسوي الذي اتخذت منه النساء مسار السرد الأفكار والرؤى التي مثلت دور المرأة في المجتمع بكل شفافية. 
فما هو الأدب النسوي، وكيف عبر عن نضال المرأة لكي تتبوأ عرش الأدب وتحفر اسمه بين الصفوف الاولى في المجتمع؟ 
الأدب النسوي أو الأدب النسائي هو احد الاداب التي تعنى بتسليط الضوء على حرية المرأة و طرح قضايا المرأة في المجتمع و الدفاع عن حقوقها، و نصرة المرأة في صراعها الطويل مع الرجل عبر العصور، لذلك انطلق من هذا المنطلق الادبي العديد من النصوص الابداعية و الكتب و المقالات الادبية التي تنتمي الى ابرز الكتاب عبر العصور الذين عملوا على ترسيخ دور المرأة في المجتمع و تحريرها من القيود التي فرضتها العادات والتقاليد وكان هؤلاء الكتاب سواء كان الكاتب ذكر أو أنثى يجسدون جيشاً يحمل راية الحرية عبر أحبار اقلامهم. 

ولعل أبرز هؤلاء الكتاب الكاتب المصري إحسان عبد القدوس، بالرغم من انتمائه إلى فئة الأدباء الرجال إلا أنه استطاع أن يتفوق في مجال التعبير عن المرأة بصورة كبيرة، حيث انه وصف معاناة المرأة بكل تفاصيلها بالمجتمع واستطاع أن يعبر عن ذاتها و دورها المهمش الذي كان يتخلل معظم الطبقات المجتمعية في العالم أكثر من المرأة نفسها، حيث انه استطاع وصف مشاعرها و تجسيد العديد من المشاهد في رواياته التي حولت إلى أفلام سينمائية لاقت نجاحا كبيرا في القرن العشرين، ولعل أبرز هذه الاقتباسات التي عبرت عن كيان المرأة برأيي تتجسد بهذه العبارة المقتبسة من احدى روايات هذا الكاتب:
 ” وكانت تسمع ما يقال عنها فتثور ، فهي ليست باردة ولا ميتة .. ولكنها حرة في إحساسها وعواطفها ، ولن تسمح لأحد بأن يملي إرادته على هذا الإحساس وهذه العاطفة ”. 

وقد برز دور المرأة بشدة في التعبير عن الأدب النسوي منذ عصور، حيث ان النساء في الماضي استطاعوا أن يتركوا إنجازات عظيمة سجلت في كتب التاريخ، بالرغم من ان بعض الفصول كان الزمن فيها يحمل في طياته العمل الذي كان حكراً على الرجال، ولعل أبرز هؤلاء النسوة هي (كريستين دي بيزان) التي استطاعت كما وصفت نفسها "أن تكون رجلاً" تعيل نفسها وعائلتها عن طريق الكتابة و الأدب النسوي الذي تصدر عناوين كتبها ومن ضمنهم كتاب (مدينة السيدات)، فمن هي كريستين دي بيزان و كيف استطاعت من خلال قلمها أن تحرر المرأة وتدافع عنها؟ 

تعتبر الكاتبة كريستين دي بيزان من اوائل الكاتبات المحترفين اللواتي استطعن أن يحفروا أسماءهم في عالم الأدب والكتابة، حيث انها في الزمن الذي كان يعتبر العمل والتعليم حكرا على الرجال، كانت من مثالا على التمرد على هذه القاعدة حيث انها تلقت كافة أنواع العلوم، وتعلمت مختلف الآداب و اللغات في صغرها، لكنها للأسف لم تستطع أن تتخطى قاعدة الزواج المبكر المفروضة على النساء في ذلك الزمان، وتزوجت في عمر الخامسة عشر وأنجبت ثلاثة أطفال وعاشت حياة سعيدة مثل ما كانت تصفها مع زوجها و اطفالها. 
لكن عجلة الزمن انقلبت و تغيرت معها حياة كريستين، حيث أن والدها توفى، وبعد بأعوام قليلة توفي زوجها، لتجد نفسها في سن الخامسة والعشرين مثالا على امرأة وحيد مع ثلاثة أطفال يحتاجون إلى معيل. 
رفضت كريستين الحل التقليدي الذي كان يفرض على اغلب النسوة حسب العادات و هو البحث عن زوج جديد، وبدأت مسارها المختلف الذي توجته بعبارتها الشهيرة "كان علي أن أصبح رجلاً".
استطاعت كريستين أن تكسب عيشها من خلال استغلالها مواهبها في الكتابة، حيث أن ذاع صيتها في العالم وتفوقت على أقرانها من الرجال في مجال الأدب والكتابة، بل كانت من أوائل "النسويات" اللواتي استطعن أن يحملوا راية حرية المرأة و مفاتيح أقفال قيودها، وكان ذلك من خلال قلمها الذي وصفته الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار بأنه "رفع للدفاع عن بني جنسها". 
ولعل ابرز كتبها التي استطاعت من خلالها إيصال صوتها للعالم هو كتاب "مدينة السيدات" التي تخيلت فيه الكاتبة مدينة افتراضية تعيش بها النساء فقط، بدءا من أمنا حواء و السيدة مريم العذراء و مروراً بمختلف الشخصيات النسائية المشهورة عبر العصور و اللواتي تركن بصمة واضحة عبر التاريخ، لتثبت من خلال كتابها أن التعليم من أساسيات الحياة للنساء وحق من حقوقهم و سببا لتشكيل نساء فاضلات يرتقي بالمجتمع نحو الأفضل. 
لم تكن كريستين الامرأة الوحيدة التي حملت راية الحرية عبر الادب النسوي، بل كان يقف معها العديد من النسوة اللواتي برز دورهن بصورة كبيرة و لمع نجمهن في سماء الكون، و لعل ابرزهم ولدو من رحم عالمنا العربي، وكانت اللغة العربية بالنسبة لهن سلاحا فصيحاً يعبر عن معاناة المرأة في هذه البقعة من الكوكب. 
ولعل ابرز هذه الشخصيات تتجسد في اقلام أشهر الكاتبات مثل غادة السمان، فدوى طوقان، أحلام مستغانمي، نوال السعداوي، هدى شعراوي، اللواتي اجتمعن على هدف واحد يتجسد بنصرة المرأة والمطالبة بحقوقها عن طريق كلماتهم العظيمة التي كانت اساساً لقاعدة الأدب النسوي في العالم العربي، وبداية تفجرت من خلالها انهار الحروف التي استطاعت ان تصل الى اراضي المجتمع القاحلة وتثري دور المرأة و تحرر ايادي النسوة في المجتمع من قيود العبودية. 

لكن مصطلح الأدب النسوي في المجتمع العربي واجه العديد من الجدل و تحديدا لدى أبرز الشخصيات النسوية اللواتي برزت صورتها في عالم الكتابة والأدب، حيث أن الكاتبة السورية غادة السمان قالت تعبيرا عن رفضها تقسيم مصطلح الأدب الى جزء محتكر على النساء "الصدفة البيولوجية جعلتني أنثى.. فهل أحكم لذلك؟". 
من هنا تأرجح الادب النسوي واختلفت الاراء حوله بين مؤيد لفكرة ندية المرأة للرجل ومعارض يرفض فكرة تقسيم الأدب بين الرجل و المرأة واعتباره الادب بأنه إنساني سواء أنتج من قبل رجل او امرأة. 
من وجهة نظري أن مصطلح الأدب النسوي نشأ للتعبير عن رفض الهيمنة الذكورية في المجتمع و التي اطفأت صوت المرأة لعصور، وليس لمهاجمة المرأة و ابداعاتها المتمثلة في اعمالها الادبية و حد من قدراتها وفرض القيود عليها لمجرد انها انثى، لذلك يجب أن يكون هذا المصطلح مثالا على قدرة المرأة الابداعية و تكريسا لأعمالها، و اعتباره جزءا من الأدب يعبر من خلاله الرجال والنساء عن المرأة و ليس حكرا على النساء فقط، برأيي أن الأدب بمختلف أنواعه ومنذ تأسيسه هو اللغة التي يستطيع من خلالها الإنسان التعبير عن ما بداخله و تصوير المشاهد في عالمه الداخلي عبر قلمه الذي يحمل رسالة عبر العصور. 


profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     لم تسلم أي فترة من فترات حياتنا، ولا العصور، ولا حتى أي بلد كانت وما زالا، إلا وظهر فيها شيئ في يوم من الأيام يظهر تمييزًا ضد المرأة. أما عن السبب، فمهما بحثنا إلا أن الحقيقة غير واضحة تمامًا. هي فقط عادات تم تناقلها بلا سبب واضح. وكرد فعل طبيعي على هذا الأمر مع التطور والتقدم وزيادة الوعي والثقافة، خرج الكثير للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة والعدل بين الجنسين لأسباب أبسط ما يمكن تسميتها أنها أسباب إنسانية منطقية. 


     أحد أشكال هذا الدفاع كان ما يسمى الأدب النسوي. أما إن أردت ان أشرح لك المفهوم بوضوح؛ فهو نوع من أنواع الأدب الذي يتضمن الحديث الكثير عن قضايا المرأة وحقوقها. بينما اعتبره البعض الأخرى أسلوب فصل بين أدب المرأة وأدب الرجل، ولكن ذلك كان مرفوضًا. إذ أن الأدب ببساطة هو عمل إنساني لا يمكن فصله بناءًا على جنس الكاتب. ومع ذلك رأى أخرون أن من حق المرأة أن يخصص لها جزء كهذا في الأدب، لتتلقى بالتالي التقدير الذي تستحقه.


    خرج مصطلح الأدب النسوي أول مرة في الغرب، وكان معناه محصورًا في الأعمال الأنثوية التي تخص المرأة وحدها. وبالرغم أن لا عيب في ذلك، إلا أن ذلك أطّر دور المرأة وقلل من قدرتها مقارنة بالرجل. ومن غير المعقول بعد كل الوعي والثقافة التي وصلناها ان نستمر في ان نحصر أنفسنا داخل مصطلحات لا تعني في حقيقتها أي شيء يذكر. 


     يتفق البعض مع استخدام هذا المصطلح كأداة ضد من لا يتفقون مع تقدم المرأة. لكن عند الدخول إلى أمر النقد الأدبي، نجد أن قوة الأدب النسوي سوف تتزعزع لأسباب ذكرناها سابقًا تتمحور حول التقليل من قدرة النساء على التعبير بعيدًا عن "الأنوثة" التي تظهر في كل مكان، وإن الفصل الظاهر هذا بين جنسي الكاتب يزيد أيضًا من الفجوة التي تضعف الأدب النسوي.


     ظهر لاحقًا عدة أدباء منهم معارضون وآخرون مؤيدون لهذا المصطلح. فمثلًا، الكاتبة فاطمة ناعوت هي أحد المعارضين لهذه التسمية. فترى أن المصطلح غير دقيق، وأن باعتماده علينا اعتماد تقسيمات أخرى كأن نقول الموسيقى النسوية، أو النحت النسوي وهكذا. وبهذا نكون قد عاملناها على أنها شكل تفصيلي، لا على أنها إنسان كالجنس الآخر.


     أما في كفة أخرى، فهناك الناقد سعد البازعي، فهو من المؤيدين لمصطلح الأدب النسوي، ويرى أنه لو أمكننا تحليله سنستنتج سمات خاصة بهذا النوع من الأدب. ويؤكد أن استخدام الغرب لهذا المصطلح لا يقتصر على جنس الكاتب، بل هو دلالة على محتوى العمل الذي يركز على الدفاع عن قضايا المرأة حتى وإن كان الكاتب رجلًا. 


     إن كنت تريد سماع رأيي فإنني أختلف مع هذا المصطلح وما يحمل من معاني، وأجد أن تجزئة الأدب خطأ جسيم. ماذا عنك؟