لم تسلم أي فترة من فترات حياتنا، ولا العصور، ولا حتى أي بلد كانت وما زالا، إلا وظهر فيها شيئ في يوم من الأيام يظهر تمييزًا ضد المرأة. أما عن السبب، فمهما بحثنا إلا أن الحقيقة غير واضحة تمامًا. هي فقط عادات تم تناقلها بلا سبب واضح. وكرد فعل طبيعي على هذا الأمر مع التطور والتقدم وزيادة الوعي والثقافة، خرج الكثير للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة والعدل بين الجنسين لأسباب أبسط ما يمكن تسميتها أنها أسباب إنسانية منطقية.
أحد أشكال هذا الدفاع كان ما يسمى الأدب النسوي. أما إن أردت ان أشرح لك المفهوم بوضوح؛ فهو نوع من أنواع الأدب الذي يتضمن الحديث الكثير عن قضايا المرأة وحقوقها. بينما اعتبره البعض الأخرى أسلوب فصل بين أدب المرأة وأدب الرجل، ولكن ذلك كان مرفوضًا. إذ أن الأدب ببساطة هو عمل إنساني لا يمكن فصله بناءًا على جنس الكاتب. ومع ذلك رأى أخرون أن من حق المرأة أن يخصص لها جزء كهذا في الأدب، لتتلقى بالتالي التقدير الذي تستحقه.
خرج مصطلح الأدب النسوي أول مرة في الغرب، وكان معناه محصورًا في الأعمال الأنثوية التي تخص المرأة وحدها. وبالرغم أن لا عيب في ذلك، إلا أن ذلك أطّر دور المرأة وقلل من قدرتها مقارنة بالرجل. ومن غير المعقول بعد كل الوعي والثقافة التي وصلناها ان نستمر في ان نحصر أنفسنا داخل مصطلحات لا تعني في حقيقتها أي شيء يذكر.
يتفق البعض مع استخدام هذا المصطلح كأداة ضد من لا يتفقون مع تقدم المرأة. لكن عند الدخول إلى أمر النقد الأدبي، نجد أن قوة الأدب النسوي سوف تتزعزع لأسباب ذكرناها سابقًا تتمحور حول التقليل من قدرة النساء على التعبير بعيدًا عن "الأنوثة" التي تظهر في كل مكان، وإن الفصل الظاهر هذا بين جنسي الكاتب يزيد أيضًا من الفجوة التي تضعف الأدب النسوي.
ظهر لاحقًا عدة أدباء منهم معارضون وآخرون مؤيدون لهذا المصطلح. فمثلًا، الكاتبة فاطمة ناعوت هي أحد المعارضين لهذه التسمية. فترى أن المصطلح غير دقيق، وأن باعتماده علينا اعتماد تقسيمات أخرى كأن نقول الموسيقى النسوية، أو النحت النسوي وهكذا. وبهذا نكون قد عاملناها على أنها شكل تفصيلي، لا على أنها إنسان كالجنس الآخر.
أما في كفة أخرى، فهناك الناقد سعد البازعي، فهو من المؤيدين لمصطلح الأدب النسوي، ويرى أنه لو أمكننا تحليله سنستنتج سمات خاصة بهذا النوع من الأدب. ويؤكد أن استخدام الغرب لهذا المصطلح لا يقتصر على جنس الكاتب، بل هو دلالة على محتوى العمل الذي يركز على الدفاع عن قضايا المرأة حتى وإن كان الكاتب رجلًا.
إن كنت تريد سماع رأيي فإنني أختلف مع هذا المصطلح وما يحمل من معاني، وأجد أن تجزئة الأدب خطأ جسيم. ماذا عنك؟