ما هو موقف النسوية من تعدد الزوجات

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن طبيعة المرأة مهما بلغت من الرشد والحكمة والتدين والفهم ترفض فكرة التعدد ابتداءً، فكيف إذا كان الأمر يخصها ويخص زوجها !!؟؟؟

- وهناك بعض العوامل ساعدت وشجعت وأيدت المرأة فيما ترفضه لهذه الفكرة ومن هذه العوامل :
1- وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وما تنقله من مسلسلات عن فكرة التعدد وأنه ظلم للمرأة ، وأن الرجل شهواني لا يريد إلا مصلحته ، ولا يعدل بين نسائه ، وأعطت فكرة سلبية عن موضوع التعدد .

2- نظرة المجتمع السلبية للمعددين ، بأنهم شهوانيين وليس لهم هدف من التعدد إلا التمتع بالنساء فقط !!

3- حتى الرجال الذين قاموا بالتعدد أعطوا صورة سلبية عن التعدد ، بسبب عدم عدلهم بين زوجاتهم ، وتفضيل واحدة على أخرى ، أو تفضيل أبناء هذه المرأة الجديدة عن أبناء المرأة القديمة أو العكس .

4- هيئات وجمعيات حقوق الإنسان والمرأة والتي تبث سمومها ليل نهار في أن التعدد ظلم للمرأة ولا يجوز للرجل أن يعدد باي حال من الأحوال ، بل ذهب بعضهم بالقول : لماذا لا تسمحون للنساء بالتعدد مثل الرجال ؟؟؟!!!

5- ضعف التربية الدينية والفهم العميق لموضوع التعدد والحكمة من مشروعيته .

- كل هذه العوامل السابقة وغيرها جعلت النساء تأخذ موقفاً سلبياً معادياً ورافضاً لفكرة التعدد وتقبله !!

-ولو عدنا إلى آية التعدد وأمعنا فيها النظر - فإنها لا تتحدث عن التعدد بشكل مباشر وأنه هو المطلوب - بل الهدف منها هو الابتعاد عن الزواج من اليتيمة التي يربيها الشخص حتى يظلمها بعدم إعطائها مهرها كاملاً !!
قال الله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) سورة النساء (3) .
- عن ابن شهاب قال، أخبرني عروة بن الزبير: أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تبارك وتعالى: " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طابَ لكم من النساء "، قالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة، تكون في حجر ولِّيها تُشاركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها. فيريد وليها أن يتزوَّجها بغير أن يُقسِط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن، ويبلغوا بهن أعلى سُنتَّهن في الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن= قال يونس بن يزيد قال ربيعة في قول الله: " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى "، قال يقول: اتركوهنّ، فقد أحللت لكم أربعًا ) رواه البخاري
- وعليه : فالمقصود بقوله تعالى : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ ) أي تزوجوا ما رغبتم به من غير اليتيمات من النساء حتى لا يلحق اليتيمة الظلم في صداقها ومهرها ، أما إذا تم إكرامهن والقسط لهن والبلوغ بهن أعلى سُنتّهن في الصداق فلا بأس في الزواج منهن . ينبغي أن تختاروا منهن الطيّبات في أنفسهن اللاّتي تطيب لكم الحياة بالاتصال بهن، الجامعات للدِّين والحسب والعقل والآداب الحسنة، وغير ذلك من الأوصاف الداعية لنكاحهن.

وعليه : فالدين الإسلامي قد أباح للرجل التعدد بشروط والرجل الذي لا يمتلك تلك الشروط فلا يحق له بأن يعدد في الزواج ومن هذه الشروط :

أولا : العدل وقد اعتبر الدين الإسلامي بأن العدل هو أهم الشروط : لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾ ،فإذا كان الإنسان عاجزا وغير قادر على العدل فلا يحق له أن يتزوج من زوجة أخرى،
ويكون العدل في كل من الصور التالية : مثل (المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت) فلا يجوز له أن يمارس التفرقة بين الأولى والثانية لا في المال ولا في المبيت.

ثانيا : القدرة : ( الجسدية والمادية ) لمن يريد التعدد في الزوجات -الرجال- فمثلا ان يكون قادراً على الإنفاق على الزوجتين وأن تكون عندهُ القدرة الجسديةُُ أيضاً.

- والشرع لم يبيح التعدد بدون حكم تشريعية فالحكمة من إباحة التعدد هي :
1- المساهمة في تقليل ظاهرة العنوسة والطلاق .
2- المساهمة في تحصين الرجال والنساء .
3- حفظ النساء والمطلقات والأطفال من التشرد والانحراف .
4- حفظ المجتمع من الفاحشة بشكل عام .
5- إكرام للمرأة المطلقة والأرملة وخاصة صغار السن منهن .
6- عدم التوافق بين الرجل وزوجته الأولى رغم محاولات الإصلاح المتكررة ..
7- عدم إنجاب الزوجة الأولى .
8- قد يكون التعدد بسبب كثرة عدد النساء في المجتمع الناتج عن الحروب والكوارث وغيرها .
9- هو في النهاية شرع وتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بشرط العدل والقدرة  كما قلنا سابقا . 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة