إن الله تعالى هو الرحمن فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحمته شملت كل خلقه مؤمنهم وكافرهم مطيعهم وعاصيهم ومن مظاهر رحمة الله تعالى انه يرزق العاصي ويرزق الكافر لعلهم يتوبوا ويرجعوا إليه برؤية توالي نعمهُ التي لا تحصى عليهم فالإحسان يستميل القلوب ولا إحسان اعظم من إحسان الله لعباده وعطائه الدائم لهم والذي لا ينقطع حتى لو انقطعوا هم عن عبادته او الإيمان به.
لقد خلق الله الخلق وقدّر أرزاقهم قبل أن يخلقهم فلا بد لكل مخلوق أن يأتيه رزقه المكتوب الذي به قوام حياته والذي قدّره له الله تعالى قبل إيجاده في هذه الحياة وهذه هي من سنن الله تعالى أن لا يقطع عن أحد من خلقه الأرزاق المادية الضرورية لبقاء واستمرار الحياة. ومن هوان الدنيا على الله أنه يرزق فيها من يعصيه ويجحده أما في الآخرة فإن الرزق الكريم في جنّات النعيم مخصوص لعباد الله المؤمنين.