قد تكون هناك عدة أسباب لعدم تقديرك لذاتك، ربما لأنك إنسانٌ طموحٌ تسعى دائمًا للتغيير وتطوير ذاتك، والحصول على أي شيءٍ تشتهيه وتطمح إليه، فلا تقنع بما عندك وتستخف بنفسك وما تملك، فقد تكون حاصلاً على شهادة الماجستير، لكن نظرتك الطموحة والتي تتطلع دائمًا إلى شهادة الدكتوراة تجعلك تفقد لذة تقديرك لما وصلت إليه من نجاح!.
إن هذا السبب يعتبر سببًا مميزًا ومفخرة، لكن انتبه أن تضيع ما تملك في التفكير فيما لا تملك، ربما لا يمكنك الحصول على ما تطمح فينعكس ذلك على ما تملك، فتقلل من إنجازاتك وممتلكاتك وتدخل في حالة اكتئاب لا داعي لها.
قد يكون السبب الآخر نظرتك الدائمة لما في أيدي الناس، فتشعر أنهم يعيشون حياة أفضل من حياتك بكثير لمجرد أنهم يملكون ما لا تملك، أو لأن مستواهم أعلى بقليل من مستواك،
مثلاً أنت تعيش في منزل مستقل وتمتلكه، لكن نظرتك الدائمة لمن يملك بيتين أو قصرًا تجعل منك إنسانًا تملؤ عينيه الغشاوة ناسيًا أنك تملك بيتًا ملكًا لا أحد يطالبك بدفع إيجاره في آخر كل شهر!
سمعت مرة مقولة أعجبتني: "لا تنظر لما هو أعلى منك فتؤلمك رقبتك فتنكسر، ولكن انظر لمن هو دونًا منك تعش سليمًا"، أيضًا قيل: "مَن نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره."
لا بد أيضًا من جلسة تفكر مع نفسك، تذكر فيها كم اجتهدت وحققت من طموحات في حياتك، كم مشكلة مرت بك وقاومتها وخرجت منها سالمًا، كم كتمت غضبًا وساندت محتاجًا، وحفظت كتابًا واجتهدت في امتحان، كل هذه والكثير مما تقوم به في حياتك يستحق منك وقفة تأمل وتقدير لذاتك تجعلك تسعى للمزيد من الإنجازات التي تكبرك في عين نفسك.
وتذكر أخيرًا، إن لم تبدأ بتقدير ذاتك لن يقدرك الآخرون.
ومن الطبيعي أن يشكك الإنسان أحيانا في قدراته، وخاصة عندما يكون على وشك القيام بعمل هام يتطلع إليه، فيبدأ يشك في إمكاناته، وتراوده فكرة عدم قدرته على اجتياز الاختبار، ويأتيه شعور وكأنه لا يعرف شيئا أو أنه فاشل، وكما هو الحال معك، فمثل هذه الشكوك طبيعية،