كيف ينشأ الحب والكره وأين؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
٢٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تنشأ مشاعر الحب والكره نتيجة عمليات عقلية واعية ومركزها يكون في المخ لا في أي جزء آخر، فالمخ هو مركز الإحساس (حب كره خوف... الخ) والمنطقة المسؤولة عن المشاعر في المخ الإنساني تسمى الجهاز النطافي فهو المسؤول الأول والأخير عن حياة الإنسان العاطفية.

والطريقة التي تنشأ بها مشاعر الحب قائمة على نشاط عقلي معين ضمن مثيرات سلوكيات (محببة) ومفضلة بالنسبة للشخص مما يعني حدوث تغيرات على الجسد تعمل على آثاره الجهاز العصبي لتظهر الآثار: (سرعة في نبضات القلب وتوسع حدقة العين واحمرار الوجنتين، وتوتر العضلات)، هذه العملية العقلية وما يرتبط بها من سلوك يربطة الجهاز النظافي بالحب، فيشعر الشخص بالمتعة، وعلى العكس تمامًا يحدث في مشاعر الكره فهي ترتبط بمثيرات سلبية فيصدر الجسد إشارات عصبية تظهر آثاره بالبغض والتوتر وعدم القدرة على التواجد في المكان والتعرق وزيادة نبضات القلب، وهنا يشعر الشخص بالمعاناة.

أما العمليات التي تحدث في المخ والتي من خلالها نشعر بالحب أو بالكره ضمن أجزاء (اللوزة، الحصين، قشرة الفص الجبهي، المهاد، التلفيف الحزامي) هي:

  • أولاً: وجود معلومات تم ملاحظتها عن طريق البصر والسمع واللمس انتقلت كإشارات عصبية إلى المخ.
  • ثانيًا: وصول المعلومات إلى الحصين والذي بدوره يقوم بإرسال معلومات إلى اللوزة، ويتفاعل هنا الحصين مع اللوزة لإظهار المشاعر أو عندما يكون للشخص ذكريات معينة مع المعلومات ذات دلالات عاطفية.
  • ثالثًا: تفاعل اللوزة مع الإشارات بطريقة يمكن من خلالها تحديد المشاعر هل هي حب أم كره وإظهار استجابة عاطفية متسقة مع الإشارة، ووجود خلل في اللوزة يعني أن يظهر الشخص مشاعر غير طبيعية لا تتسق مع الإشارات المرسلة.
  • رابعًا: قشرة الفص الجبهي: وهنا تساعد هذه المنطقة على اتخاذ قرار يظهر على شكل استجابة للمشاعر.
  • خامسًا: في منطقة المهاد يتم تعزيز اللوزة بالمعلومات الذي من خلالها يتم تنظيم العواطف سواء حب أو كره ومستوياتها.
  • سادسًا: التلفيف الحزامي وهذا الجزء سبب في استرجاع الأحداث العاطفية فنجد الشخص يشعر بالحب في موقف معين أو بالغضب والكره عند تذكر أمر ما.
  • سابعًا: المنطقة الجوفية السقفية: وهذه المنطقة مسؤولة عن تصور الإنسان للمتعة وهي مركز إنتاج هرمون الدوبامين المسؤول عن الحالة المزاجية والشعور بالمتعة من عدمها.

المشاعر سواء كانت مشاعر حب أو كره قد تتطور ضمن الميل السلوكي، فكلما كان الإنسان قادر على أن يكون منفتح ويتعامل بطريقة محبة كلما كان قادر على إثارة الجهاز العصبي بطريقة إيجابية مما يعني إيجاد مشاعر الحب، وعلى النقيض من هذا فالشخص الانطوائي والغير قادر على التعامل بطريقة مرنة وغير متقبل للآخرين قد يطور مشاعر الكره نتيجة عوامل خارجية تتحكم في الإشارات العصبية في المخ.

تخضع المشاعر لعدة عوامل فالحب والكره والغضب مختلف من شخص لآخر لا ننكر أن الشعور واحد إلا أن الأسباب مختلفة وبالتالي المفهوم مختلف فما اعتبره أنا سبب للكره لا يراه الغير كذلك وما أجده سبب في الحب لا يراه الغير كذلك ومن أهم هذه العوامل:

  • الخبرة الذاتية: مجموع ما يمر به الإنسان من تجارب يساعده في تحديد أسباب المشاعر ففي نهاية الأمر المشاعر ناتجة عن عملية عقلية، فالتجربة الذاتية تعمل على إيجاد ادارك معين ينتج عنه معلومات وإشارات محددة، والخبرات الذاتية مختلفة اختلاف تمام بين البشر، مما يعني أن المشاعر مختلفة من تجربة لأخرى، لأنها تخضع ضمن الخبرة الذاتية إلى الصفات الشخصية والقدرات والمهارات.
  • العمليات المعرفية: طريقة معالجة المعلومات ضمن المواقف المختلفة سبب في جعل الجزء في الدماغ (القشرة فص الجبهي) يتخذ استجابة شعورية معينة، فمعالجة المعلومات بطريقة سلبية تزيد من ظهور استجابة سلبية والعكس صحيح.
  • السلوك التعبيري: وهو السلوكيات التي من خلالها يمكن الاستدلال على مشاعر معينة فالشخص الذي يتعامل بطريقة لطيفة وفيها اهتمام (سلوك تعبيري) يجعل منا نظهر مشاعر معينة تتسق مع هذا السلوك التعبيري من حب أو كره.
  •  التغيرات النفسية: وجود بعض الأمور التي تحدث على المزاج تؤثر على المشاعر، في بعض الأحيان تكون إفرازات الدوبامين قليله فلا شعر بالمتعة في موقع ما نتيجة وجود حالة نفسية معينة مما يجعل الاستجابات سلبية، وممكن أن تكون الحالة المزاجية تساعد على زيادة نسبة الدوبامين وبالتالي زيادة الشعور بالفرح والحب والسعادة.
  • الردود السلوكية الواقعية: نكون الكثير من المشاعر ونربطها بالسلوك الواقعي، يقوم الإنسان بربط الشعور بسلوك معين ونتيجة هذا الربط أما تتكون مشاعر سلبية أو إيجابية ومنها سلوك الإيذاء مثلا سنقوم بشكل عقلي بربط سلوك الإيذاء مع الشخص المتسبب به مع المشاعر التي نشعر بها وبالحالة المزاجية، ومع الوقت يتطور لدينا شعور الكره، فالمشاعر لا يمكن أن تظهر بطريقة مفاجأة وإنما هي بحاجة للوقت مرة تلو الأخرى لتثبث وتستقر.