كيف يكون الاعتماد على النفس سبيلاً للنجاح وكيف أعرف متى علي طلب المساعدة من الآخرين

 الاعتماد على النفس هو أحد أشكال الثقة بالنفس والتي هي سبب من أسباب النجاح والإنجاز، فالاعتماد على النفس يزيد من الإنتاجية لدى الشخص. وكلما زادت الإنتاجية زادت فرص النجاح لديه على عكس من يعتمد على الآخرين ويتخذ من الاتكالية شعارًا له، فكل شخص ينتظر من الآخرين أمرًا ما لتحقيق إنجاز معين سيكون النجاح دلية متعلق بعامل خارجي وليس ذاتي بينما الاعتماد على النفس سبب في أن يكون الدافع للنجاح والتقدم ذاتي داخلي يدفع الإنسان لتحقيق النجاح دون انتظار الآخرين.

الاعتماد على النفس يعني الشعور بالكفاءة، والكفاءة من أهم مقومات تحقيق النجاح، فالشخص المعتمد على نفسه بطريقة شبه تامة قادر على الاستخدام الأمثل لكافة الموارد في البيئة المحيطة به ليحقق مستوى مناسب ومقبول من النجاح والتطور، ومن ناحية أخرى يمكن النظر على أن الاعتماد على النفس من أهم الأسباب التي تكسب الإنسان مهارات مختلفة تحقق الإنجاز وتكون سبب في النجاح وهي:

1- التفكير الناقد؛ الشخص القدر على الاعتماد على نفسه هو شخص قادر على نقد المحيط وتحديد ما فيه من سلبيات بشكل صحيح ومن ثم العمل على إدارة الموقف من حوله بطريقة تساعده على التقدم والتطور والنجاح.

2- مهارة حل المشكلات؛ كلما كان الشخص معتمد على نفسه كلما طور واكتسب مهارة حل المشكلات وكلما زادت القدرة على المشكلات زاد تحقيق الأهداف والطموحات وتحققت الإنجازات، مهارة حل المشكلات تتضمن بشكل من الأشكال اكتساب مهارات تفكير عليا مثل التذكر والاسترجاع والتحليل والتركيب والتقويم وهذه المهارات الضمنية سبب في التعامل مع الأمور الفرعية في أي أمر بطريقة صحيحة لتفادي أي مشكلة والوصول إلى خط النهاية وتحقيق الهدف.

3- المبادرة؛ الشخص المعتمد على النفس هو شخص قادر على المبادرة وكلما زادت المبادرة زادت نسبة التجارب والخبرات والتي تعتبر أحد أهم المخزون المعرفي المساعد على مواجهة المواقف والمجتمع المحيط بطريقة حكيمة وثابته وعقلانية مما يعني التعامل مع المحيط بطريقة ناجحة تحقق تطور في جانب من الجوانب أو في معظم الجوانب النفسية والجسدية والانفعالية والعقلية.

4- اتخاذ القرار؛ الشخص المعتمد على نفسه وذاته هو شخص قادر على اتخاذ مجموع من القرارة والتي من شأنها أن تحقق في نهاية المطاف هدف معين وإنجاز محدد، وفي المقابل نجد بأن الشخص الغير معتمد على ذاته هو شخص غير قادر على اتخاذ القرارات وبالتالي فهو فاقد لفرصة خوض التجارب المختلفة وفاقد لفرصة الشعور بالنجاح لأنه مقيد بطريقة أو بأخرى تمنعه من المبادرة والمحاولة واكتساب الخبرات المحيطة.

5- تحمل المسؤولية؛ الاعتماد على النفس يعني قدرة الشخص تحمل مسؤولية ما يقوم به من فعل مهما كان وكيفما كان، فكلما كان الشخص واعي لذاته ولنفسه وقادر على تحمل مسؤولية ما لديه من عمل كلما كان أكثر قدرة على التركيز والانتباه قادر على التخلص من مسببات الفشل فهو يعلم بأنه بما لديه من قدرات سيحقق النجاح وإلا فلن يتحقق بغير ذلك، وقادر على رؤية مواضع الفشل والعمل على إعادة المحاولة لتحقيق النجاح فالاعتماد على النفس قد يكون بجانب من جوانبه محقق للمثابرة والإصرار على المستوى النفسي فهو وسيلة ينظر من خلالها الشخص لنفسه بالثقة والكفاءة والقدرة وهو من خلال الاعتماد على النفس يتحدى نفسه بنفسه ويقارن نفسه بنفسه بطريقة تجعله واثق مقدر ذاته ونفسه.

والاعتماد على النفس لا يعني عدم طلب المساعدة من الآخرين حيث تطلب المساعدة بأشكال وأنواع مختلفة عند الشعور بعدم القدرة على الاستمرار لفقدان المهارة والقدرة، وتختلف أنواع المساعدة بما يتعلق بالاعتماد على النفس ففي بعض الاحيان قد نحتاج لطلب المساعدة النفسية المعنوية التي تقدم الحب والدعم للشعور بالثبات، وفي بعض الاحيان تكون المساعدة مطلوبة عندما نفتقد بعض المهارات أو الموارد في المحيط ولا يمكن توفيرها بطريقة شخصية وذاتية ولا يمكن أن نحققها على المدى القريب، بعض الإنجازات تحتاج في جزء منها إلى مساعدة من يمتلك المهارة والخبرة الكافية بحيث لا نؤثر على أنفسنا بطريقة سلبية وننظر لأنفسنا بطريقة دونية.

في بعض الأحيان يكون الإنجاز غير ممكن ومستحيل أن يتحقق عن طريق فرد واحد وإنما يتطلب العمل أن يكون ضمن مجموعة، وهنا لا بد أن يكون الاعتماد على النفس بما لدينا من مهام ولكن في المقابل لا بد من ربط ما لدينا من مهارات اعتماد على الذات ودمجها مع ما لدى الآخرين من مهارات على الاعتماد على الذات لتحيقي انجاز يتتضمن مجالات محتلفة ويتطلب تضافر الجهود بطريقة تعاونية مشتركة.

عليك أن تعلم بأن طلب المساعدة في بعض الاحيان وفي جزيئات معينة أمر مهم بأنه وسيلة من وسائل التعليم فنحن كبشر لا نمتلك مختلف المهارات ومختلف الخبرات ونحن مهما تطورنا نبقى متعطشين للمعرفة والخبرة فالحياة مليئة بالخبرات التي لم نكتسبها وبالمساعدها نحن نتعلم ونكتسب دائمًا، ففي كل مرة تشعر فيها بأنك فاد للمعرومة وللمعرفة وللخبرة عليك أن تطلب المساعدة وتتعلم أثناء طلب المساعدة ولا تعتمد على الطرف الآخر بشكل كلي.