أتفهم ما تقصده، حيث أن تعرضنا المستمر لمختلف التجارب والخبرات، وتعاملنا مع العديد من الشخصيات ومرورنا بالمواقف المختلفة كفيل بأن يجعلنا نتغير دون أن ندرك ذلك حيث ننجرف في غمرة الحياة ونلاحظ هذا لاحقاً عندما نسأل أنفسنا ما الذي دفعني لفعل هذا، وكيف تصرفت هكذا، وينقسم الناس إلى قسمين : أشخاص يشعرون أن هذا التغير جيد ولا يريدون العودة لشخصياتهم القديمة، وآخرون يشعرون أن شخصيتهم الحالية لا تشبههم ولا يشعرون بالرضى عنها، وكلا الفئتين قد تكون على صواب لأن الطرق التي نواجه فيها ما يحدث تختلف من شخص لآخر.
أنا على سبيل المثال أشعر بالرضى والتقدير عن سمات شخصيتي الحالية وأسعى للتطوير المستمر ولا أفضل العودة للوراء، وما ساعدني على إدراك هذا هي المعايير الشخصية التي سألت عنها والتي سأقوم بطرحها الآن :
- كن على طبيعتك ولا تتصنع : نضطر أحياناً للتصرف بعكس ما نرغب وما نريد حول أشخاص معينين إما لكسب رضاهم أو مراعاة لهم أو نشعر بالحرج من التصرف على طبيعتنا، قم بإلغاء كل هذه المبررات وفقط تصرف كما ترغب، هذا سيجعلك تدرك ذاتك الحقيقية لتبدأ بمعرفة ما هو مناسب وتسعى لتطويره وتعرف وما لا يشبهك وتبدأ بإقصائه، أما المسايرة المستمرة هي التي تجعلك في تغير دائم.
- الاستبصار الذاتي : ويقصد بها مصارحة الذات ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، لأن إنكار ما نمتلك من سلبيات لا يعني زوالها ولا يعني أننا نتميز بالصلابة النفسية، على سبيل المثال عندما يطلب منك أحدهم أداء مهمة ما وأنت لا تمتلك القدرة على أدائها لكنك تنكر هذا في داخلك، قبولك لها وإصرارك على إتمامها رغم أنك غير قادر على ذلك سيجعلك تكون مفهوم ذات خاطئ عن نفسك وقم بقياس هذا الموقف على جميع الأمور التي نجبر أنفسنا على أدائها دون مراعاة سماتنا الشخصية.
- الحديث الإيجابي مع الذات : من أكثر الاستراتيجيات التي أفضلها ومن أكثر الطرق التي أثبتت فاعليتها في الحفاظ على الثبات، نواجه العديد من الرسائل السلبية خلال اليوم والتي نستقبلها من البيئة المحيطة والأفراد فيها، لا يجب أن نجعل هذا الصوت هو المسيطر بل الصوت التي نتحدث فيه مع أنفسنا في الداخل، والحديث الذاتي يتم بناؤه بالاعتماد على قيمنا ومعتقداتنا وسماتنا الشخصية، ومن الصعب أن نشعربالرضى عن أنفسنا إذا كان هذا الحديث سلبياً، تكفينا السلبية التي نتلاقها من الخارج.