كيف تكون التوبة من قذف المحصنات

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات

قذف المحصنات يعني رمي المرأة المسلمة العفيفة التي لم يعرف عنها الفجور والفاحشة بالزنا تصريحا أو تعريضا وهو من الكبائر ، ومن السبع الموبقات التي جعلها النبي عليه الصلاة والسلام من أكبر الكبائر وقرنها مع الزنا والسحر والربا ، فخطرها عظيم وإثمها كبير  ، والتوبة منها واجبة.

قال تعالى ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ، إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) ( النور ، 4-5 ).

أما كيفية التوبة فهناك حقان  :

1.       حق الله : لعصيانه أمره وهذا الحق يجب فيه التوبة النصوح بالندم على ما فعل والعزم على عدم العودة إليه والإقلاع عن الذنب ، مع الاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة.
 
2.       حق المقذوف : وهذا شرط التوبة الرابع لأن هذه المعصية للبشر فيها حق ومظلمة ، والتوبة منها لها حالتان :

- الحالة الأولى : أن تكون المقذوفة قد بلغها القذف وعرفت عنه ، وطلبته للقاضي الشرعي مع وجود شاهدين على حصول القذف أو اعتراف القاذف ، فهنا توبته بإقامة الحد الشرعي عليه بجلده ثمانين جلدة .

- الحالة الثانية : ألا تكون المقذوفة قد علمت بالقذف ، او علمت ولم تطالب بالحد الشرعي ، فهنا توبته بعد الاستغفار لنفسه الاستغفار لها والدعاء لها والثناء عليها في مقابل ما ذمها وسبها ، ولا يجب عليه إعلامها ولا استحلالها ، بل الأفضل عدم إعلامها وعدم إخبارها بما وقع منه ، والاكتفاء بالدعاء لها في ظهر الغيب والثناء عليها .

فهذا هو الأرجح وهو الأنفع لأنه لا فائدة من إخبارها بما وقع منه من معصية سوى غمها وإغاظتها وإفساد العلاقات وزيادة المشاكل ، ومفسدة السب والقذف تزول بثنائه عليها وتكذيبه نفسه وإشهار عفتها وطهارتها .

 

والله أعلم