قذف المحصنات يعني رمي المرأة المسلمة العفيفة التي لم يعرف عنها الفجور والفاحشة بالزنا تصريحا أو تعريضا وهو من الكبائر ، ومن السبع الموبقات التي جعلها النبي عليه الصلاة والسلام من أكبر الكبائر وقرنها مع الزنا والسحر والربا ، فخطرها عظيم وإثمها كبير ، والتوبة منها واجبة.
قال تعالى ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ، إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) ( النور ، 4-5 ).
أما كيفية التوبة فهناك حقان :
1. حق الله : لعصيانه أمره وهذا الحق يجب فيه التوبة النصوح بالندم على ما فعل والعزم على عدم العودة إليه والإقلاع عن الذنب ، مع الاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة.
2. حق المقذوف : وهذا شرط التوبة الرابع لأن هذه المعصية للبشر فيها حق ومظلمة ، والتوبة منها لها حالتان :
- الحالة الأولى : أن تكون المقذوفة قد بلغها القذف وعرفت عنه ، وطلبته للقاضي الشرعي مع وجود شاهدين على حصول القذف أو اعتراف القاذف ، فهنا توبته بإقامة الحد الشرعي عليه بجلده ثمانين جلدة .
- الحالة الثانية : ألا تكون المقذوفة قد علمت بالقذف ، او علمت ولم تطالب بالحد الشرعي ، فهنا توبته بعد الاستغفار لنفسه الاستغفار لها والدعاء لها والثناء عليها في مقابل ما ذمها وسبها ، ولا يجب عليه إعلامها ولا استحلالها ، بل الأفضل عدم إعلامها وعدم إخبارها بما وقع منه ، والاكتفاء بالدعاء لها في ظهر الغيب والثناء عليها .
فهذا هو الأرجح وهو الأنفع لأنه لا فائدة من إخبارها بما وقع منه من معصية سوى غمها وإغاظتها وإفساد العلاقات وزيادة المشاكل ، ومفسدة السب والقذف تزول بثنائه عليها وتكذيبه نفسه وإشهار عفتها وطهارتها .
والله أعلم